ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي - محيي الدين بن عربي

ولمَّا جلَّ عتبي حلِّ غيبي
على عيني فصيرهُ عديما

وعندَ شهودِ ربي دبَّ حيٌّ
على قلبي فغادره سليما

ولمَّا فاحَ زهري هبَّ سري
على نوري فصيَّره هشيما

ولما اضطرَّ أهلي لاحَ نارٌ
منَ الرحمنِ صيرني كليما

ولما كنت مختاراً حبيباً
وكانَ براقُ سيري بي كريما

مطوتُ ولمْ أبالِ بكلِّ أهلٍ
تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما

وكنتُ إلى رجيم البعدِ نجماً
دوينَ العرشِ وقاداً رجيما

ولما كنتُ مرضياً حَصوراً
وكانَ أمامَ وقتِ الشمسِ ميما

لحظت الأمر يسري من قريبٍ
على كفرٍ يصيرهُ رميما

وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍّ
لعامِ العقدِ قواماً عليما

فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه
لأعجزت العبارة َ والرقوما

ولكني سترتُ لكونِ أمري
محيطاً في شهادتِه عظيما

فغطيتُ الأمورُ بكلِّ كشفٍ
لعين صارَ بالتقوى سليما