جالستُ يوماً أباناً ؛ - أبو نواس

جالستُ يوماً أباناً ؛
لا درَّ درُّ أبانِ

ونحنُ حُضْرُ رِواقِ ا
لأميرِ بالنّهْرَوانِ

حتى إذا ما صلاة ُ ا
لأُولى دَنَتْ لأوانِ

فقامَ مُنذِرُ رَبّي
بالبِرّ والإحْسانِ

وكُلّما قالَ قُلْنا
إلى انقِضاءِ الأذانِ

فقالَ: كَيفَ شَهِدتُمْ
بِذا بغيرِ عِيانِ ؟!

لا أشْهَدُ الدّهْرَ حتى
تُعايِنَ العينانِ

فقلتُ: سُبحانَ رَبّي؛
فقالَ: سُبحانَ ماني

فقلتُ: عيسَى رَسولٌ؛
فقال : من شيطانِ

فقلت : موسى نجيُّ الـ
ـمُهَيْمِنِ الْمَنّانِ

فقالَ: رَبّكَ ذو مُقْـ
ـلَة ٍ إذَنْ ولِسانِ

وقلتُ: رَبّيَ ذو رَحْـ
-مة ٍ، وذو غُفرانِ

وقمْتُ أسْحَبُ ذَيْلي،
عَن هازِلٍ بالقُرانِ

عن كافِرٍ يتَمَرّى
بالكُفرِ بالرّحمانِ

يريدُ أنْ يَتَساوَى
بالعصبَة ِ المُجّانِ

بعجردٍ وعُبّادٍ
والوالبيِّ الهِجانِ

وابنِ الإياسِ الذي نا
حَ نخلَتَيْ حلوانِ

وابنِ الْخَليعِ عَليٍّ
ريْحانة ِ النَّدمانِ

إنّي وأنت لزانٍ
مِنْ زنيَة ٍ وزوانِ