سلِ الكأسَ تزهو بين صبغٍ وإشراقِ - ابن سهل الأندلسي
سلِ الكأسَ تزهو بين صبغٍ وإشراقِ
                                                                            أذوبَ فيها الوردُ أم وجنة ُ الساقي
                                                                    كؤوسٌ تحيّيها النفوسُ كأنها
                                                                            حديثُ تلاقٍ في مسامعِ عشاق
                                                                    إذا قتلوها بالمِزاجِ ليشربوا
                                                                            أعاشوا مُناهُمْ بين موتٍ وإخلاق
                                                                    تثورُ كأنَّ الماءَ يلسَعُ صِرْفَها
                                                                            و صوتُ المغني مثلُ هينمة ِ الراقي
                                                                    بموسى إذا ما شئتَ سكريَ غنَّ لي
                                                                            و أدهقْ كؤوس الخمر أية َ إدهاق
                                                                    وإن شِئتَ إعجازاً ضربتَ بذكره
                                                                            فؤادي ففجّرتَ العيونَ بآماقي
                                                                    يصاعدُ أنفاسي ضحًى نَفَس الصَّبا
                                                                            و يقدحُ في الأحشاء نيرانَ أشواقي
                                                                    إذا أنا حمّلتُ البلِيلَ صبابتي
                                                                            غدت كسَمُومِ الفتكِ لفحة َ إحراق
                                                                    وتعرفُ مني الريحُ زفرة َ عاشقٍ
                                                                            و يفهمُ مني البرقُ نظرة َ مشتاق