غيبوبة الكشف - فواغي صقر القاسمي
ابتهل تحت داليات الأنوار
                                                                    كمريد يحمل نذور الوعد لمذابح الآلهة
                                                                    يقسم اللذائذ على قفار جوانحه و يغلق المنافذ
                                                                    ليستبقي الفرحة المكنونة في ظهر الغيب
                                                                    ينير بها دواخله الكامنة في سرالأسرار....
                                                                    .
                                                                    أحاول الاقتراب من الوصول
                                                                    و لا تزال العوائق و العلائق تنشبني في مشاجب العثرات..
                                                                    أتساقط في مهاوي الدهشة حين لحظات الكشف ...
                                                                    يموّجني الذهول و يردني إلى بدايات المدارج الباذخة
                                                                    أمارس العبث بالممكنات
                                                                    و يتجلى الكشف في الغيبوبة
                                                                    و الإحضار في التجلي
                                                                    و يصبح مقام القرب مبعث الإلهام حلولا في فيء الروح
                                                                    و ترحالا في سماء الانهمار..
                                                                    يلامس القلق الألق لتولد أنوار الوصل
                                                                    وتتشكل الفكرة من واقع الألم
                                                                    و رحلة التنوير....
                                                                    .
                                                                    مزجا شعريا من طينة الخلق
                                                                    المنسجمة مع دفق ماء الروح و عصير الأحاسيس
                                                                    ينكشف حينها الغطاء في حضرة اللاأين
                                                                    مخترقا ضوابط المسافة و الحين
                                                                    معلنا اكتمال الحقيقة المنبثقة من رحم المعاناة
                                                                    و انعكاس الضوء المتكسر على أرصفة العمر و شواطيء الواقع
                                                                    تشرع نوافذ السماء
                                                                    فتتصاعد شهقاتنا
                                                                    تستحوذ من بخور الفراديس ما شاء لها من مقدّر ..
                                                                    .
                                                                    تحترق القصائد العطرة
                                                                    بانصهارها المتوحد ، لينساب ترياق خيال اللذة السامية
                                                                    و بين قطوف الصورتين المتعانقتين بعبق التنفس الخامر بالطيوب ،
                                                                    يتوارى الشذى التائق لسفر الحلم
                                                                    خلف تراكمات السحب في سلال الغيب
                                                                    يتساقط الضوء في غفوة التوق لانفراجات التنفس
                                                                    من خوابي الاشتعالات المقدسة
                                                                    لينتصب الألق كثورة على وثن الاسترخاء و الانقياد....
                                                                    .
                                                                    و بين السماء و أسمائها النورانية
                                                                    تبقى المشاعر معلقة على أستار بدر ٍ و مشجب نجم ٍ
                                                                    تحملها رياح الأسرار
                                                                    و يولد المعنى من الكلمة التي تغادر واقعها
                                                                    لتسكن خلايا و شرايين النبض
                                                                    هاجرة ً الإدراك إلى الغيبوبة
                                                                    و الغيبوبة إلى الوصل
                                                                    و الوصل إلى المعرفة ....