يا زمانَ الغرباءْ - فواغي صقر القاسمي
يا زمانَ الغرباءْ
                                                                    عُـدْ بنا حيثُ الوفاءْ
                                                                    قد جَفانا حيثُ لا ندري زمانُ الأوفياءْ
                                                                    فمضَى التيارُ يَجرُفـُنا بعيد ًا
                                                                    في زمان ِ الأشقياءْ
                                                                    و ابتعدنا عن سلام ٍ ووئام ٍ و نقاءْ
                                                                    و نعيمُ العيش ِو الأحلام
                                                                    و اغتالوا الصفاءْ
                                                                    .
                                                                    .
                                                                    كان للدنيا أمانْ
                                                                    كان للحبِ مكانْ
                                                                    كان للإيثار ِ و الإخلاص ِ معنىً و اعتبارْ
                                                                    كان للوصل و للصدق ربيعٌ ناضرٌ
                                                                    يحتمي في ظلهِ عَـذ ْبُ اللقاءْ
                                                                    ثم وَلـّى و توارى خلف َغيمات ِالرياءْ
                                                                    في زمان ِالغرباءْ
                                                                    .
                                                                    .
                                                                    نحن في ليل ٍ و لا ندري متى
                                                                    نحيا نهارُهْ
                                                                    خلف مفهوم ِالتقـد م ِ
                                                                    و التطور ِ
                                                                    و الحضاره
                                                                    هجرَ الحُلْـمُ
                                                                    مراسي الصدق ِ و الأمن
                                                                    وحارات الطهاره
                                                                    .
                                                                    .
                                                                    مجبرٌ يرحلُ عـنـّا
                                                                    ينزعُ الفرحة َ مِنـّا
                                                                    عـُذره في ذاك أنّ
                                                                    الأمر ما كان اختياره
                                                                    .
                                                                    .
                                                                    ودّع الحلمُ مآقينا و سافرْ
                                                                    في متاهاتِ الحداثه
                                                                    بَعـُدَتْ عنهُ مساراتِ الأماني و الهدايه
                                                                    و تناهتْ في سراب ٍ
                                                                    عنه آفاق ِالبدايه
                                                                    .
                                                                    .
                                                                    رحلَ الحلم و تاهتْ
                                                                    في دجى الليل دروبُهْ
                                                                    و مضى يلتمسُ الأنوارَ في عصر ِالمآسي
                                                                    في زمان ٍ بائس ٍ
                                                                    تثقلهُ كروبُهْ
                                                                    .
                                                                    .
                                                                    سالكا درب الشقاءْ
                                                                    نحو أنفاق ِالتـَّمَلـُّـق ِ
                                                                    و التعفن ِ والرياءْ
                                                                    لبصيص ٍ من أمان ٍ
                                                                    ووميض من رجاءْ
                                                                    باحثا عن حيلة ٍ يغتال فيها
                                                                    كلَّ آفات ِزمان ِالغرباءْ