و أسكرتهما نشوة الغواية - فواغي صقر القاسمي
أظلته برمشيها المنسدلين
                                                                    كأهداب نخيل
                                                                    داعبها نسيم شاطئ
                                                                    تمدد على
                                                                    على رصيف صبابتهما
                                                                    .
                                                                    يرتشفان من كأس الغواية
                                                                    ما يودعان به
                                                                    ليالي الانتظار
                                                                    و قتامة الغياب
                                                                    .
                                                                    تسكرهما سلافة الوله
                                                                    و لذة التوحد
                                                                    ليعبران الكون ..
                                                                    ممتطيان سحائب النشوة
                                                                    .
                                                                    تتجمهر صور الذكرى
                                                                    لتنساب على ضفاف
                                                                    نهر عشقهما
                                                                    تمتزج بألوانه المتموجة
                                                                    .
                                                                    يعبث الطفل بداخلهما
                                                                    بدفاتر المكان
                                                                    و عقارب الزمن
                                                                    و شواخص الأبصار
                                                                    .
                                                                    يدان تلوحان للأفق
                                                                    و أخريان
                                                                    تعتصران اللهفة المتسربة
                                                                    من حنايا الروح
                                                                    .
                                                                    تسكن العيون تقاطيع
                                                                    وجد لم يخلق بعد
                                                                    تسقيه من نثيثها
                                                                    ليترعرع شقيا .. شقيا
                                                                    .
                                                                    و في صندوق النسيان
                                                                    ودعا جحافل الترهيب
                                                                    و أساطير الذنوب
                                                                    و مِزَق ِ الخرافة
                                                                    و امتشقا سنابل
                                                                    الغواية
                                                                    .
                                                                    لا يعنيهما
                                                                    سوى متعة
                                                                    تلك اللحظة الملتهبة
                                                                    بعد أن أضنتهما
                                                                    كلالة الانتظار
                                                                    و هجيع الوقت المتآمر
                                                                    .
                                                                    يتقارعان كؤوس النشوة
                                                                    بانتصارهما
                                                                    و ذبول رياح النأي
                                                                    التي أرخت ذيولها
                                                                    و أسلمت لهما الأرسان