الكأس التي تهشّمتْ على مرأى من الجميع - علي ناصر كنانة
تلك الكأسُ التي تتهشّمُ دون مواساة
                                                                    كانتْ طافحةً بالأحلام.
                                                                    الطاولةُ أرضٌ لا أستوي عليها
                                                                    وهذه السماء لا تتشبّثُ بي.
                                                                    *
                                                                    قشعريرةٌ تهزُّ تفاصيلَ المكان
                                                                    وصمتٌ خلوٌ من المعنى يزيح الكلام.
                                                                    كلٌ يقبضُ كأسَهُ محاذراً..
                                                                    وكفّي قبضُ ريح.
                                                                    *
                                                                    النادلةُ تواصلُ إتقانَ هزِّ مؤخّرتها
                                                                    والكؤوس ملأى تسكنُ على يدها.
                                                                    لم تكن نظرتُها لتملأ الفراغ الذي
                                                                    تسبحُ كفّي في متاهتهِ
                                                                    ولا كأس المواساة لتلمّ أحلاماً تبددّتْ.
                                                                    *
                                                                    حين هممتُ بالانصراف
                                                                    كان حطام الأحلام بلا جدوى
                                                                    يتشبّثُ بملابسي.
                                                                    هشيمٌ على هشيم: رفقةٌ مستحيلة.
                                                                    خلعتُ ملابسي.. تركتُها على الطاولة
                                                                    وخرجتُ إلى الشارع.
                                                                    *
                                                                    الكؤوس عادتْ للتناخب
                                                                    وصدى حزين ينبعثُ من كومة الرماد
                                                                    وأنا - عارياً في الشوارع أنعى
                                                                    كأساً تهشّمتْ على مرأى من الجميع !
                                                                    *
                                                                    24 أكتوبر 1999