أتوجسُ ممَ ؟ - عبدالله السالم
وهذي الغرائب تفضحني
                                                                    حينما أتلبس صوفيتي ، أقصد سوق المدينة ،
                                                                    أفرش في باحة السوق وجهي
                                                                    وأهذي وأهذي ..
                                                                    يرجمني صبية الحيّ ،
                                                                    يبصقني العابرون ،
                                                                    تدوس العجائز أرغفتي ،
                                                                    - خالتي خالتي : الدرب لا يسعُ اثنين
                                                                    - الضيق في القبر يا ولدي
                                                                    - خالتي خالتي : فالقبر لا يسع اثنين
                                                                    - عمتَ زفتاً أيا ولدي
                                                                    أتوجسُ ممَ ؟
                                                                    وذي أنتِ في عهر سوق المدينة تسّاقطين على مهلٍ
                                                                    رطباً مرمرياً
                                                                    وحزنا عتيقا أبوء به
                                                                    وضياعا إلى أجل لا يسمّى
                                                                    أتوجسُ ممَ ؟
                                                                    دعيهم إذن يستبيحون عورة حزني
                                                                    أأنبيك شيئا ؟
                                                                    أنا لا أبالي بهم
                                                                    آلهة الحزن كانت تناول أطفالها لُعبَ الحزن عاريةً
                                                                    تتكشف مثلي
                                                                    أتوجس ممَ ؟
                                                                    بربكِ ماذا تظنين أني هنا أتوجس ممَ ؟
                                                                    قولي بربكْ
                                                                    لأدفن شما ؟
                                                                    على ذكر شما،
                                                                    أحبك !
                                                                    أتوجس ممَ ؟
                                                                    أتوجس ألاّ تداعبني اللغة الفارهة
                                                                    فأجتاز نصف المسافة نحوك عارٍ
                                                                    كما تصنع الآلهة
                                                                    أتوجس ألا أمنّيك بالحب يوما وأنسى حساسية الحب،
                                                                    حدة طبعكِ إن ذُكرتْ في الغيابات شما
                                                                    تغارين منكِ ؟
                                                                    أحبك جما .