معذرة - معز عمر بخيت
شمس العوالم
                                                                    في زوايا الحلم
                                                                    تبقى ساهرة
                                                                    والنجم حولي
                                                                    لا يُصدق ما يرى
                                                                    هذى تواشيح الحقائق ِ
                                                                    أم خيالات الكرى
                                                                    قد كان طيفك مذ رأيتك
                                                                    في عيون الأمس
                                                                    مُتكئا ً بأنفاس الورى
                                                                    والليل ينهض في وجودك
                                                                    والمدائن و القرُىَ
                                                                    يا رونق التيار
                                                                    يا عطرا ً تدفق
                                                                    في بحيرات النضار
                                                                    ويا صفاء ساحرا
                                                                    فاجئتني
                                                                    وزرعت في ليلى ِ
                                                                    رحيق الشوق
                                                                    فى صبحي بريق التوق ِ
                                                                    والمطر المقدٌس فى حيائى
                                                                    فابتديت بآخره ْ
                                                                    في لحظة سكن الهواء
                                                                    على رصيف الكون
                                                                    و استمعت ْ عصافير الربيع ِ
                                                                    لهمس عينيك الأنيقةِ
                                                                    والمداخل قاصره
                                                                    لرؤى ً تحدّ ت أغنيات البحر
                                                                    واختارت طريق الفخر وعدا ً
                                                                    حين تنتظم ُ القوافي
                                                                    في سمائك شاعره
                                                                    و أتيتِ فتحا ً قد سقى َ
                                                                    فيض السماحة
                                                                    و الوداعة أبحُرا..
                                                                    ففقدت ُ قدرتي القديمة
                                                                    واستحلت إلى حبيبات
                                                                    من الماء المعطر حائرا
                                                                    و نظرت في أفق الحياة ِ
                                                                    ولم أر َ
                                                                    في ساحة الدنيا سواك الآن
                                                                    كالألق السماوي
                                                                    المبارك مقدِ رة
                                                                    و سوى صفائك
                                                                    لون حسنك فى رياض ِ
                                                                    النفس يزهو
                                                                    راقصا ً ومُسيطرا
                                                                    ما كان مقدمُك ِ الكريم
                                                                    بكل خارطة ِ الزمان ِ مُقدّرا..
                                                                    ما كان غير خيالك المزروع
                                                                    في نبض الخلايا
                                                                    ساكنا ً صدر الهوى و دوائره
                                                                    إلا ّ أنا
                                                                    و الوعد من عينيك
                                                                    والحظ القديم ُ العاثرا
                                                                    قد كنت أرقبُ في عيون الغيب ِ
                                                                    أقرأ كف أنهار العذوبة ِ
                                                                    أن تجىء بروعة الأ شياء
                                                                    فيك مُدثره ْ
                                                                    و أن تطل على سحاب الخير
                                                                    تخرج من شقوق الأرض سُنبلة ً
                                                                    تغطى محفل الأحزان فينا
                                                                    لحظة ً وتعمِّره
                                                                    و ظللت ُ أرقب ُ
                                                                    دورة النبض ِ الوديع
                                                                    يدق أبواب العواصف في دمائى
                                                                    ثم يخرج ثا ئرا
                                                                    في كل خاطرة ٍ رأيتك
                                                                    في المدارك ِ و المواعيد التي
                                                                    من بعدها سقطت
                                                                    مساحيق الكلام ِ
                                                                    وفي انزلاق الصبح
                                                                    من بين الظلام ِ
                                                                    وفي الجموع الكاسرة
                                                                    في ثورة العصيان
                                                                    في البُعد المُغلف ِ
                                                                    في القصور و في الجنان ِ
                                                                    و في الدموع الصابره
                                                                    إني رأيتك
                                                                    في عيوني مغفرة ْ
                                                                    ما كف بحثي عنك
                                                                    حتى جئتني كالبرق ِ
                                                                    يدخل في جبيني غائرا
                                                                    وهج ونور
                                                                    في سمائي قد سرى
                                                                    فلتغفري لي
                                                                    إن فقدت توازني
                                                                    أو غاب وعيي عنك
                                                                    حين استبشرا
                                                                    صحوي بحضرتك التى
                                                                    قد فاجأتنى
                                                                    واستقرت في نسيج تدفقي ِ
                                                                    شهدا ً بأقداري جرى
                                                                    فلك اعتذاري
                                                                    و القصيدة معذرة ْ
                                                                    ولك انهماري
                                                                    حين جئت كساحره ْ
                                                                    يا أروع النجمات
                                                                    يا معنى الحياة القادرة ْ
                                                                    بك ينتهي فيض ُ الجمال ِ
                                                                    و يهتدي لحنُ الكمال
                                                                    و معبد الحسن الذي
                                                                    من بعد حُسنك
                                                                    قد تداعى و اهترا
                                                                    يا غاية ً
                                                                    فتحت دهاليز الهوى
                                                                    ومآثره
                                                                    إني رأيتك في الزمان حديقة
                                                                    تمتد في كل الثرى
                                                                    وأشدت في ركن المكان
                                                                    قصيدتى
                                                                    دارا ً لطيفك لم تكن مُستعمره ْ
                                                                    زينتها بالشمس
                                                                    و القمر المطل بوجنتيك
                                                                    و فوقها
                                                                    نجم المودة ِ جوهره ْ
                                                                    فرؤاك أعمق ما اهديت
                                                                    و أنت أصدق ما رويت
                                                                    و ما أحس بنبله
                                                                    فوق الوجود
                                                                    وما أتوه بمنظره ْ.