الفصول (3) - سعدي يوسف
من أين هذي الرجفةُ ؟
                                                                    انسَلَتَ اللحافُ الصوفُ ريشاً
                                                                    مثلَ ريشِ البطِّ مبْتَلاًّ
                                                                    وغَلغَلَ في عظامي الثلجَ …
                                                                    عبْرَ زجاجِ نافذتي أرى شمساً وأشجاراً
                                                                    وشُبّاناً وشابّاتٍ عراةً في الحديقةِ ؛
                                                                    غرفتي ، كالحصنِ ، مغلقةٌ
                                                                    وكالزنزانةِ انطبقَتْ عليَّ …
                                                                    فأيُّ عاصفةٍ أتتْ بالثلجِ ؟
                                                                    أيُّ ثعالبٍ قطبيّةٍ دخلتْ مبللةَ الفِراءِ علَيَّ ؟
                                                                    وأيُّ زوبعةٍ تُدَوِّرُني ، أنا ، الخذروفَ …
                                                                    ………….
                                                                    …………
                                                                    …………
                                                                    كنتُ أغوصُ ، أعمقَ ، في فراشي
                                                                    دائخاً ، متصبِّباً عَرَقاً
                                                                    ومُثلَّجَ الأعضاءِ …
                                                                    كنتُ أغوصُ بين الماءِ والنارِ .