مائدةٌ للطيرِ والسنجاب - سعدي يوسف
هـيّأتُ صباحَ اليومِ وليمةَ عيدٍ للطيرِ
                                                                    وللسنجابِ ؛
                                                                    اليومَ ربيعٌ أوّلُ
                                                                    _ أعني أولَ يومٍ لا يثقلُكَ المـعطفُ فيهِ … _
                                                                    أحسستُ بأنّ روائحَ تأتيني من قِــممِ الأنديزِ
                                                                    ومن أعماق الغوطةِ
                                                                    من أرباض نهاوندَ ،
                                                                    وقلتُ : أُبارِكُ ضَـوعَ العالَــمِ ،
                                                                    فلأنثرْ خبزي اليوميَّ ،
                                                                    ليأكلْ منه العصفورُ ، ويقضمْ منه السنجابُ ؛
                                                                    مددتُ بساطَ العشبِ
                                                                    _ طريّـاً ونديّـاً كانَ _
                                                                    وعدتُ إلى نافذتي …
                                                                    جاء الزرزورُ الأولُ
                                                                    فالثاني
                                                                    فالثالثُ …
                                                                    هبطَ السنجابُ خفيفاً من جذع الجوزةِ
                                                                    مختطفاً كِـسْــرةَ خبزٍ ،
                                                                    ليعودَ إلى مَـرْقَــبِـهِ في أعلى الدوحةِ .
                                                                    …………….....
                                                                    ……………….
                                                                    ……………….
                                                                    كم كنتُ سعيداً !
                                                                    لكنّ العقعقَ جاءَ
                                                                    وجاءَ الثاني
                                                                    فالثالثُ …
                                                                    في طرفةِ عينٍ فرِغتْ مائدةُ العشبِ …
                                                                    …………..
                                                                    …………..
                                                                    …………..
                                                                    إذاً … ســأظلُّ : أُفَـكِّــرُ بالزرزورِ
                                                                    وبالسنجابِ …