محاولة ثالثة في الضباب - سعدي يوسف
لم يَعُدْ لدخانِ السجائرِ لونٌ …
                                                                    من النافذةْ
                                                                    يدخلُ الأبيضُ المستسرُّ
                                                                    من النافذةْ
                                                                    تدخلُ الطّلَقاتُ البعيدةُ إذْ تمتطي موجَ أصدائها :
                                                                    أهي بضعُ سرايا جنودٍ تُواصلُ تدريبَها؟
                                                                    أهيَ مدرسةُ الصيدِ في المَرْجِ ؟
                                                                    أهي البلادُ البعيدةُ ؟
                                                                    كان الضبابُ ، الظهيرةَ ، ينْحَلُّ في قُزَعٍ
                                                                    ومرايا؛
                                                                    وكان الهواءُ الذي ظلَّ ملتصقاً بالرطوبةِ يخسرُ أغلالَهُ…
                                                                    بغتةً ، مرَقَ الطيرُ
                                                                    ……………
                                                                    ……………
                                                                    ……………
                                                                    مَن قال لي : "ستموتُ العشيّةَ "؟
                                                                    إني رفيقُ الضباب …