نبض أبيض - سعدي يوسف
جاءنا ، في غفلةٍ من قطرات المطر الأولى ، نديفُ الثلجِ ...
                                                                    قرصٌ أشهبُ استخفى
                                                                    وما كان سحاباً صار صحراءَ من الماءِ
                                                                    ولوناً للسماءِ،
                                                                    الريحُ هبّتْ فجأةً
                                                                    والثلجُ في الريحِ يُذَرِّيها هنا ، أو ههنا
                                                                    حلَّقَ طيرٌ واحدٌ من آخر المبنى
                                                                    خفيفاً
                                                                    عجِلاً
                                                                    ضخمَ الجناحَينِ ...
                                                                    لماذا أقفرتْ ساحتُنا ؟
                                                                    كانت زهورُ الثلجِ قطناً ، ياسميناً ، نعمةً سابغةً
                                                                    تصبغُ هذي الأرضَ باللونِ الذي ليس له لونٌ ؛
                                                                    لماذا أقفرتْ ساحتُنا ؟
                                                                    .............
                                                                    .............
                                                                    .............
                                                                    لكنْ ، سأبقى أنا في الساحةِ :
                                                                    شَعري الثلجُ
                                                                    والسترةُ ثلجٌ
                                                                    والممرّاتُ هي الثلجُ ...
                                                                    سلاماً ، أيها الثابتُ في الساحةِ
                                                                    يا ظلَّ الغريبْ ...