حنان - علي محمود طه
لك الحبّ فيما أتاحت لنا
                                                                            سريرتك السّمحة الطّاهره
                                                                    و من ملك مثل هذا الحديث
                                                                            طمأنينة المهج الحائره
                                                                    و عطفت على قلب هذا الفتى
                                                                            قلوبا على فنّه ثائره
                                                                    و صوّرته ملكا ناقما
                                                                            على آدميته الجائره !!
                                                                    هرميس: أجل هو ذاك و لو زدتكنّ
                                                                            لزدتنّ عطفا على فنّه
                                                                    و ما ذنب روح نمته السّماء
                                                                            إذا ضجّ في الأرض من سجنه
                                                                    تعلّق مهواه فوق النّجوم
                                                                            و حوّم و هنأ على كنّه
                                                                    لينعم في ظلّه لحظة
                                                                            و يملأ عينيه من حسنه
                                                                    له ولع بخدور النّجوم
                                                                            إذا ما تخلّص من طيفه
                                                                    و يا ربّ ليل كوادي الخيال
                                                                            إذا ما تخلّص من طيفه
                                                                    و يا ربّ ليل كوادي الخيال
                                                                            دعته الحقيقة من جوفه
                                                                    فسار يضمّ صدور الرّباب
                                                                            و يستضحك النّور سدفه
                                                                    و غاب كأعجوبة في الدّجى
                                                                            تحار الأساطير في وصفه !
                                                                    (هرميس ينظر إلى غمائم بيضاء قريبة و كأنما يترقب شيئا عندها)
                                                                    على الأرض شيطانه الحائم
                                                                            و في الكون و جدانه السّاهم
                                                                    مضى سابحا في عباب الأثير
                                                                            كما يسبح النّظر الحالم
                                                                    يدور فلا أفق ينتهي
                                                                            إليه و لا كوكب هائم
                                                                    و حيث هو الآن فيمن أرى
                                                                            هناك سرّه جاثم !
                                                                    سافو : هناك ؟
                                                                            ...........................
                                                                    بليتيس: هناك ! كأنيّ أراه !
                                                                            ..........................
                                                                    هرميس : .....................
                                                                            نعم خلف هذا الغمام الرّقيق
                                                                    إذا ما عطفتّن ناديته
                                                                            عسى الآن روعه أن يفيق
                                                                    ألا أيّتها الرّوح مني السّلام
                                                                            و أنت بحبّ العذارى خليق
                                                                    عرائس أحلامك المائلات
                                                                            و ما أنا إلاّ ملاك صديق !
                                                                    صمت الحوريات يبدو عليهنّ القلق و ترقبن في لهفة حديث هرميس.
                                                                    هرميس: لقد طلع الفجر يا شاعري
                                                                            و كادت تزول نجزم الصّباح
                                                                    و حان الرّواح فودّع خباءك
                                                                            و ادن أحدّثك قبل الرّواح
                                                                    الشاعر : أتهتف بي أنت ؟ أم هنّ ؟أم
                                                                            نذير الرّدى و القضاء المتاح
                                                                    بليتيس : تراك سمعت أحاديثنا ؟
                                                                            ................................
                                                                    الشاعر: .......................
                                                                            لقد نقلتها إليّ الرّياح !
                                                                    عجبت لحوريّة في السّماء
                                                                            و يأخذ أهل السّماء العجب
                                                                    أتحلم بالأرض مخمورة
                                                                            من الدّم راقصة في اللّهب ! ؟
                                                                    و تغري بي الموت . لا جانيا
                                                                            و لكنّها ثورة من غضب ؟
                                                                    برئت من الإثم حوريّتي
                                                                            فردّي الظّنون و خلّي الريب !