تحَوُّر - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)
كان مِثلي حزينًا ومنكسرا
                                                                    وأتانيَ يوما بشكواه
                                                                    أدْمَى فؤاديَ مَبْكاه حتى بللتُ الثرى
                                                                    قال : أطفاليَ الخائفون ينامون تحت السماء بلا سُقفً
                                                                    ويقومون , بالجُوع أقمارُهم تختفي
                                                                    وينادونني : يا أبي جائعون
                                                                    ينادونني : يا أبي خائفون
                                                                    ينادونني ..................
                                                                    ثم يبكون
                                                                    يبكون
                                                                    يبكون
                                                                    والصبرُ يُمطرني حجَرا حجرا
                                                                    وهو الآن ـ بعد الذي كانَ ـ
                                                                    مالتْ له كِفّة ُ الريح
                                                                    فارتشفَ الكوثرا
                                                                    وأتاني يُرَصِّعُ جبهَته بالسماء
                                                                    وينثرُ ـ في واحة الكِبر والخيلاءِ ـ
                                                                    الهوى دفترا دفترا
                                                                    ويقولُ : العُلا عن يدي لا يميل
                                                                    أنا المستحيل
                                                                    فكن لي مُريدا
                                                                    أكنْ لكَ رزقا جرَى
                                                                    ويقولُ : احتواكَ الأسى والذهول
                                                                    وأطفأ عينيك همٌّ يطول
                                                                    وبين يديك الهواءُ العليل
                                                                    أمامك عمرُ الندى لا يزول
                                                                    فلا تلزمِ الحقَّ
                                                                    فالحقُّ في زبَدِ السيل نار
                                                                    ولا تمسِكِ الصبرَ
                                                                    فالصبرُ ـ بعد العطاء ـ انتثار
                                                                    ولا تحضِنِ الحُلم
                                                                    فالحلمُ والصحوُ ضِدَّان حتى الفرار
                                                                    يقول .....................
                                                                    وقلبي تجُول به صورٌ تتمزقُ
                                                                    يطحنها حجَرٌ سهمهُ البرق
                                                                    في طُرقاتِ القَبول !!