لقاء العاشرة - جمال مرسي
هِيَ العاشِره .
                                                                    هِيَ اللحظةُ الآَسِرهْ .
                                                                    سأفتحُ كُلَّ نوافِذِ قلِبي
                                                                    لينسابَ صوتُكِ عبرَ الأثِيرِ
                                                                    كأنسامِ صُبحٍ نَدِيّْ .
                                                                    و يصدحَ عُصفورُ قلبِكِ في مِسمعَيّْ .
                                                                    و أُغلِقُها كي يظلَّ حبِيساً بذاكَ الفُؤادِ
                                                                    فلا يسمعُ الشَّدوَ غيرِي
                                                                    و لا يسمَعُ النَّبضَ إلاَّكِ يعزِفُ قِصَّتنا الأزليَّةَ
                                                                    يا حُبيَّ الأَزلِيّْ .
                                                                    سنرسمُ دائِرةً للحِوارِ
                                                                    و نمكثُ وقتاً من الوردِ و النَّرجِسِ الجَبَليِّ
                                                                    نُحلِّقُ فِي هذهِ الدَّائِرهْ .
                                                                    نُفتِّشُ عن وجهِ محبُوبتِي القاهِرهْ .
                                                                    نجُوبُ شوارعَها السَّاحِرهْ .
                                                                    و نرسمُها النِّيلَ طَوراً
                                                                    بكلِّ الشُّموخِ الذي قد عَهِدنا
                                                                    و طَوراً كطفلٍ يُفتِّشُ عن والدَيهِ
                                                                    و قد شوَّهت وجهَهُ بِالرتُوشِ يَدٌ غادرةْ .
                                                                    سنجلِسُ في ركنِنا المُخملِيِّ
                                                                    على شاطِئِ النِّيلِ نفتحُ نافِذةَ الذَّاكِرهْ .
                                                                    و أَنسابُ مثلَ الهواءِ إلى الأمسِ
                                                                    حيثُ التقينا لأوَّلِ مَرَّهْ .
                                                                    و في موعدٍ وثَّقتهُ العُيونُ ، الشُّهودُ
                                                                    العُهودُ ،
                                                                    و أعلنَهُ للوجُودِ الوجودُ
                                                                    و أرَّخهُ كاتِبُ العدلِ فِي مِثلِ هذا الصَّباحِ
                                                                    ليُؤذَنَ لِي بِارتِشافِ الرَّحيقِ
                                                                    و نمضِي سويّاً بطولِ الطَّريقِ
                                                                    إلى الجنَّةِ العامِرهْ .
                                                                    أَفيضي عليَّ مِنَ السِّحرِ ،
                                                                    صوتُكِ حينَ يقولُ : " حبِيبِي "
                                                                    يسافرُ بِي عبرَ هذا الفضاءِ إلى النَّجمةِ السَّاهِرهْ .
                                                                    أُطِلُّ على الكونِ مِن ناظرَيكِ
                                                                    و فِي مُقلَتَيكِ أرانِي
                                                                    كنَسرٍ على الأفْقِ مدَّ الجناحَ
                                                                    و طارَ بعِيداً إِلى البحرِ
                                                                    يقطِفُ دُرَّاتِهِ النَّادِرهْ .
                                                                    ليصنعَ عِقداً من الماسِ يحلُو لجيدِكِ ،
                                                                    تاجاً لهامةِ من كانَ قلبِي لها البيتَ
                                                                    تملؤهُ فَرحةً غامِرهْ .
                                                                    لزوجتيَ الطَّاهِره .