الرَّدِيف - صلاح الدين الغزال
بَرِيءٌ صَدِيقِي
                                                                    بَرَاءَةَ إِخْوَةِ يُوسُفَ
                                                                    مِنْ قَذْفِهِمْ لِلصَّغِيرْ
                                                                    رَبِحْنَا المَعَارِكْ
                                                                    وَلَمَّا يَعُدْ فَوْقَ ..
                                                                    هَذَا اليَبَابِ سِوَانَا
                                                                    فَمَا الرَّأْيُ قُلْ لِي
                                                                    سِوَى الاِقْتِتَالْ
                                                                    إِذَا مَا دَعَانَا
                                                                    لِذَلِكَ أَزْمَعْتَ ..
                                                                    فَكَّ الأَوَاصِرْ
                                                                    كَأَنَّ الَّذِي بَيْنَنَا ..
                                                                    مِنْ مِدَادٍ
                                                                    مُجَرَّدُ مَاءْ
                                                                    تَمَنَّيْتُ أَنْ تُهْتُ
                                                                    فِي لُجَّةٍ سَرْمَدِيَّهْ
                                                                    وَلَمْ أَفْتَقِدْكَ
                                                                    وَأَيُّ الْمَلاَحِمِ
                                                                    بَعْدَ اخْتِزَالِ الأَحِبَّةِ
                                                                    تَحْلُو إِلَيَّ
                                                                    تَمَنَّيْتُ أَنَّ السَّمَاوَاتِ ..
                                                                    مَا أُرْعَدَتْ
                                                                    وَلاَ فَرَّقَتْنَا الشَّظَايَا
                                                                    تَوَرَّطْتُ فِي حَرْبِ نَفْسِي
                                                                    وَكَانَتْ تُقَاتِلُنِي ..
                                                                    فِي بَسَالَهْ
                                                                    وَكَانَتْ سِهَامِي ..
                                                                    تَرُدُّ عَلَيَّ
                                                                    وَكُنْتُ أُوَاجِهُهَا ..
                                                                    فِي جَسَارَهْ
                                                                    إِلَى أَنْ تَمَكَّنْتُ ..
                                                                    بِالسَّيْفِ
                                                                    مِنْ بَتْرِ إِحْدَى يَدَيَّ
                                                                    وَدَاسَتْ خُيُولِي
                                                                    عَلَى مَا تَبَقَّى لَدَيَّ
                                                                    بِحَيْثُ انْتَصَرْتُ
                                                                    وَكُنْتُ القَتِيلْ
                                                                    عَشَوْتُ إِلَى ضَوْءِ نَارِي
                                                                    بُعَيْدَ افْتِقَادِي النَّظِيرْ
                                                                    وَلَمْ أَلْتَقِينِي
                                                                    إِلاَّ بَقَايَا شُعَاعٍ
                                                                    طَوَاهُ الأَسَى
                                                                    بِاجْتِبَاهِ الخِضَمّ
                                                                    وَضَرَّجَهُ صَوْلُهُ
                                                                    بَعْدَ طَيِّ المَسَافَاتِ
                                                                    لِيُسْدِلَ آخِرَ أَسْتَارِهِ
                                                                    وَيَقْصِمَ ظَهْرَ المَسَرَّاتِ
                                                                    وَيَرْسُمَ بِالنَّصْرِ وَالإِنْهِزَامْ
                                                                    خُطَىً وَاجِمَهْ
                                                                    ثَنَاهَا اتِّسَاعُ المَدَى
                                                                    وَاقْتَفَاهَا بُعَيْدَ التَّدَاعِي
                                                                    عَلَى سَاحَةِ الإِنْعِتَاقْ
                                                                    تَذَمُّرُ أَدْنَى رَدِيفْ
                                                                    أَبَى الاِنْصِيَاعْ
                                                                    فَفَجَّرَ آفَاقَهُ
                                                                    وَلَمْ يَمْتَثِلْ
                                                                    مِثْلَ بَاقِي الرِّفَاقْ