جَوَى الأَشْجَان - صلاح الدين الغزال
أَمُوتُ مِنْ هَوْلِ مَا عَانَيْتُهُ كَمَداً
                                                                            صِفْرَ اليَدَيْنِ عَلَى الأَطْلاَلِ أَنْتَحِبُ
                                                                    مُؤَرَّقَ الجَفْنِ تَحْتَ الدَّمْعِ مُنْسَكِباً
                                                                            أَطْوِي غِمَارَ الأَسَى لِلْحُزْنِ أَصْطَحِبُ
                                                                    أَبْكِي عَلَى تِلْكُمُ الأَعْوَامِ مُخْتَنِقاً
                                                                            وَقَدْ تَدَاعَتْ عَلَى أَشْجَانِهَا الهُدُبُ
                                                                    مُحَطَّمَ النَّفْسِ فِي غِلٍّ يَنُوحُ بِهِ
                                                                            قَهْرِي وَقَدْ مَزَّقَتْ أَسْيَافِيَ الإِرَبُ
                                                                    سَقَطْتُ مِنْ خَلَدِ الأَوْغَادِ مُذْ زَمَنٍ
                                                                            وَاجْتَثَّ قَافِلَتِي مِنْ بِيدِهَا الطَّلَبُ
                                                                    أَضْنَانِيَ العَسْفُ حَتَّى صِرْتُ ذَا جَلَدٍ
                                                                            أُخْفِي جِرَاحاً وَهَتْ عَنْ طَيِّهَا النُّدُبُ
                                                                    عَلَى المَوَاثِيقِ أَعْدُو خَلْفَ أَزْمِنَةٍ
                                                                            قَدْ زَمَّ مِقْوَدَهَا وَاسْتَاقَهَا الكَذِبُ
                                                                    مُهَدَّمَ السِّجْنِ لاَ زِنْزَانَتِي انْتَحَبَتْ
                                                                            عِنْدَ الفِرَاقِ وَلاَ سُرَّتْ بِيَ العَتَبُ
                                                                    أَجُرُّ أَقْدَامِيَ الحَيْرَى وَقَدْ عَجَزَتْ
                                                                            عَنِ المَسِيرِ وَلَمْ يَرْفُقْ بِهَا التَّعَبُ