الكَرِيم - صلاح الدين الغزال
(مهداة إلى الصديق أحمد العبّار)
                                                                    قَدِ انْفَطَرَ الزَّمَانُ فَمَا تَبَقَّى
                                                                            سِوَاهُ اليَوْمَ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ
                                                                    فَتَىً قَدْ طَالَمَا أَذْكَى بِزَنْدٍ
                                                                            وَلَمْ يَخْشَ الرَّدَى عِنْدَ النِّزَالِ
                                                                    كَرِيمُ الأَصْلِ كَمْ قَاسَى هُمُوماً
                                                                            يَنُوءُ بِحَمْلِهَا أَقْوَى الجِمَالِ
                                                                    شَبِيهُ الصَّقْرِ عِنْدَ الكَرِّ يُدْعَى
                                                                            عَنِيدٌ إِنْ بَدَا حُلْوُ الشِّمَالِ
                                                                    لِدَفْعِ السُّوءِ مُغْتَاظاً تَصَدَّى
                                                                            وَكَمْ لاَذَتْ بِهِ قِمَمُ الجِبَالِ
                                                                    سَخَاءٌ دُونَمَا مَنٍّ وَنَأْيٌ
                                                                            عَنِ الفِعْلِ القَبِيْحِ إِلَى الكَمَالِ
                                                                    بِهِ الإِقْدَامُ قَدْ مَادَ افْتِخَاراً
                                                                            وَتَتْبَعُ ظِلَّ هَامَتِهِ المَعَالِي
                                                                    بِسَيْفٍ لَمْ يَلِجْ صَوْناً بِغِمْدٍ
                                                                            وَعَزْمٍ لَمْ يُنَازَعْ فِي الخَيَالِ