نَشِيجُ الخِضَمّ - صلاح الدين الغزال
أَرَى كُلَّ خِلاَّنِي وَقَدْ زَالَ خَوْفُهُمْ
                                                                            يَغُطُّونَ فِي النَّوْمِ العَمِيقِ سِوَايَا
                                                                    أَهِيمُ فأُحْصِي أَنْجُمَ الظُّهْرِ مُبْحِراً
                                                                            وَقَدْ تَاهَ فِي الأُفْقِ الرَّحِيبِ صَدَايَا
                                                                    لَكَمْ أَرَّقَتْ دَمْعِي الجُفُونُ وَمَزَّقَتْ
                                                                            أَسَارِيرَ قَلْبِي بِالنَّشِيجِ شَظَايَا
                                                                    لَقَدْ أَثْخَنُونِي بِالجِرَاحِ وَأَسْرَفُوا
                                                                            وَلَمْ يَتْرُكُوا الآسِي يُزِيحُ أَسَايَا
                                                                    أَنَا لَسْتُ أَفَّاقاً أُذَلِّلُ عُسْرَهُمْ
                                                                            وِإنْ أَثْقَلَ الغِلُّ القَدِيمُ خُطَايَا
                                                                    أَضَعْتُ المَرَاسِي بِالخِضَمِّ وَلَمْ أَجِدْ
                                                                            لَهُنَّ عَلَى سَطْحِ الخِضَمِّ بَقَايَا
                                                                    سَأَدْنُو لِنَزْعِ المَوْتِ مِنْ فِيهِ عَنْوَةً
                                                                            وَتَذْلِيلِ مَا تَصْبُو إِلَيْهِ رُؤَايَا
                                                                    بِنَكْئِي لِقَرْحٍ أَذْهَلَ النَّزْفَ جَاثِماً
                                                                            عَلَى الجُرْحِ ظَنَّتْهُ السِّهَامُ مَدَايَا
                                                                    وَإِقْصَاءِ ضَيْمٍ أَجْهَدَ النَّفْسَ حَانِقاً
                                                                            لأُخْمِدَ فِي قَاعِ الجَحِيمِ لَظَايَا