عن بلادي - يوسف الخال
وحدي أَنا ههنا ، في مشرقٍ من الدّنى
                                                                    سكبتُ للنور أَطياب الرضى مؤمنا :
                                                                    فبرعم التلّ ، والشاطئ ، والمنحنى
                                                                    واتَّشحت نرجساً ، واتَّزرت سوسنا
                                                                    ..
                                                                    وكان أَن أغدقت كفُّ الليالي جَدا
                                                                    فتوَّجت مفرقي ، دون الورى ، سؤددا
                                                                    وأَمرعت حيث أَسرى موطئي واغتدى
                                                                    خيراً ، كأَن الهدى ، مذ كان ، بي أُوجدا
                                                                    ..
                                                                    وربَّ عهدٍ مضى ، حبكت بُرد العلى
                                                                    فمُدَّ من ساعد الخلود لي منولا
                                                                    وافصح الغيب ، لما شئته ، وانجلى
                                                                    وارتدَّ عن موكبي ، أفق المدى مجفلا
                                                                    ..
                                                                    أَنا جناحٌ ومرمى ملعبي في الذُّرى
                                                                    وحيثما حُطَّ بي أَجريته كوثرا :
                                                                    فاستبشرت موجةٌ ، واستضحكت لي ثرى
                                                                    وقيل لولاي لم يدرِ الورى ما درى !