هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ - خليل مطران
هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ
                                                                            تُعْدِلُ نَشْرَ الْعِلْمِ في الشَّعْبِ
                                                                    فَإِنَّ مِنْ مُعْجِزِهِ كُلَّ مَا
                                                                            نُكْبِرُهُ في الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
                                                                    يَا نُصَرَاءَ الْعِلْمِ شُكْرُ النُّهَى
                                                                            لَكُمْ كَشُكْرِ الرَّوْضِ لِلسُّحُبِ
                                                                    مِصْرُ تُحَيِّيكُمْ وَتُثْنِي عَلَى
                                                                            كُلِّ جَوَادٍ مَاجِدٍ نَدْبِ
                                                                    تُثْنِي وَتَرْعَى بِعُيُونِ الرِّضَا
                                                                            جُهْدَ الرِّجَالِ الصُّبُرِ الْغُلْبِ
                                                                    مِصْرُ الَّتِي فِيهَا الْهُدَى وَالنَّدَى
                                                                            يَسْتَبِقَانِ المَجْدَ مِنْ قُرْبِ
                                                                    تُعْطِي النُّهَى بِالْعَذْبِ مِنْ نِيلِهَا
                                                                            حَظَّ الثَّرَى مِنْ نِيلِهَا الْعَذْبِ
                                                                    وتَحْفَظُ الْحُسْنَى لأَرْبَابِهَا
                                                                            في حَاضِرِ الْوَقْتِ وَفِي الْعَقْبِ
                                                                    تَكَامَلِي يَا دَارَ عِلْمٍ غَدَتْ
                                                                            لِكُلِّ فَضْلٍ مَرْكَزَ الْقُطْبِ
                                                                    كُلِّيَّةٌ في كُلِّ جُزْءٍ بِهَا
                                                                            كَنْزٌ مِنَ العِرْفَانِ لِلُّبِّ
                                                                    تُعِدُّ فِتْيَانَاً يُبَاهَى بِهِمْ
                                                                            في الحَقِّ وَالآدَابِ وَالطِّبِّ
                                                                    مَدْرَسَةٌ يُدْرِكُ طُلاَّبُهَا
                                                                            غَايَةَ مَا رَامُوا مِنَ الطِّلْبِ
                                                                    مَن أَمرُهُ عُسْرُ وَمَنْ أَمْرُهُ
                                                                            يُسْرٌ نَزِيلاَهَا عَلَى الرُّحْبِ
                                                                    تَخْدُمُ كُلاًّ مِنهُمَا خَدْمَةً
                                                                            رَاضِيَةً لِلْعَبْدِ وَالرَّبِّ
                                                                    تَبُثُّ في العَقلِ نَشَاطَ المُنَى
                                                                            وَتَبْعَثُ النَّجْدَةَ فِي القَلْبِ
                                                                    لِلشَّعْبِ نَفعٌ جِدُّ نَفْعٍ بِهَا
                                                                            كَفَاؤُهُ لَيسَ مِنَ اللِّعْبِ
                                                                    وَالشَّعْبُ مَا زَالَ بَنُوهُ لَنَا
                                                                            طَلِعَةً في المَطْلِعِ الصَّعْبِ
                                                                    أَتْعَبَ قُوَّامٍ بِمَجدِ الحِمَى
                                                                            في سَعَةِ العَيْشِ وَفِي الكَرْبِ
                                                                    مَهْمَا يُعِنْهُمْ مُوسِرُو قَوْمِهِمْ
                                                                            فَالفَضْلُ في جَانِبِهِمْ مُرْبِي
                                                                    لَكِنَّنَا في زَمَنِ حَائِرٍ
                                                                            أُخْطِيءَ فيهِ مَوْضِعُ العُجْبِ
                                                                    فَأَوْجَبَ الشُّكْرَ لأَدْنَى النَّدَى
                                                                            مَا جَعَلَ الفَقْرَ مِنَ الذَّنْبِ
                                                                    أَوْلَى تَلاَقِي كُلِّ صَدْعٍ بَدَا
                                                                            مِنْ جَانِبِ الْجُمْهُورِ بِالرَّأْبِ
                                                                    فَإِنَّ مَنْ صَانَ أَسَاساً وَهَي
                                                                            صَانَ حِمىً مِنْ سَييِّءِ الغِبِّ
                                                                    وَالشَّعبُ إِنْ طَالَ مَدَى جَهْلِهِ
                                                                            بَدَتْ عَلَيْهِ نُقْطَةُ الشَّغْبِ
                                                                    أَبْهَجْ بِهَا لَيْلَةَ أُنْسٍ زَهَتْ
                                                                            مُضَاءَةً بِالسَّادَةِ الشُّهْبِ
                                                                    بُورِكَ فِي دَاعٍ إِلَيْهَا وَفِي
                                                                            سَاعٍ إلى الإِحْسَانِ عَنْ حُبِّ