يَا نَخْلَةَ الخَيْرِ قَوْلٌ - خليل مطران
يَا نَخْلَةَ الخَيْرِ قَوْلٌ
                                                                            مِنْ صَاحِبٍ لاَ يُدَاجِي
                                                                    لَيْسَتْ فَتَاتُكَ إِلاَّ
                                                                            كَالْكَوْكَبِ الْوَهَّاجِ
                                                                    بَلْ وَجْهُهَا الصُّبْحُ يَبْدُو
                                                                            تَحْتَ الظَّلاَمِ الدَّاجِي
                                                                    وَاُمُّسهَا تَتَرَاءَى
                                                                            فِيهِ بِأَيِّ ابْتِهَاجِ
                                                                    عَنْ عُنْصُرَيْهَا تَلَقَّتْ
                                                                            أَنْقَى وَأَرْقَى مِزَاجِ
                                                                    أَتَتْ بِكُلِّ المَعَانِي
                                                                            وَفْقَاً لِمَا أَنْتَ رَاجِي
                                                                    بَلْ فَوْقَ مَا قَدَّرَتْهُ
                                                                            مُنَى الضَّمِيرِ الُمَناجِي
                                                                    خَفِيفَةُ الرُّوحِ تَخْطُو
                                                                            خُطَى الْقَطَا الدَّرَّاجِ
                                                                    لاَ تَسْتَقِرُّ خُفُوقاً
                                                                            كَالزِّئْبَقِ الرَّجْرَاجِ
                                                                    بَيْضَاءُ سَمْرَاءُ صِيغَتْ
                                                                            فِي صُورَةٍ مِنْ عَاجِ
                                                                    لوْنَانِ أَوْ هُوَ لَوْنٌ
                                                                            فِيهَا بَدِيعُ امْتِزَاجِ
                                                                    مُمَوَّهٌ عَالجََتْهُ
                                                                            شَمْسٌ أَرَقَّ عِلاَجِ
                                                                    لاَ تُفْصِحُ الْقَوْلَ إِلاَّ
                                                                            شَدْواً كَكَيْرِ الْحِرَاجِ
                                                                    وَالْقَوْلُ عِيٌّ إِلَيْهِ
                                                                            تَقَاصُرُ الْفَهْمِ لاَجِي
                                                                    فَحَسَبُهَا الرَّمْزُ حَتَّى
                                                                            تُكْفَى صُنُوفَ الْحَاجِ
                                                                    يَا زِينَةَ الْبَيْتِ تَزْهُو
                                                                            كَوَرْدَةٍ فِي سِيَاجِ
                                                                    لِشِعْرِ عَمَّيْكِ سِحْرٌ
                                                                            فِي سِحْرِ عَيْنَيْكِ سَاجِ
                                                                    عِيشِي وَطِيبِي وَسِيرِي
                                                                            سَدِيدَةَ المِنْهَاجِ
                                                                    وَإِنْ دَجَا الرَّيْبُ كَوْنِي
                                                                            أَصْفَى وَأَزْهَى سِرَاجِ