نَسَبٌ عَلَى قدَرِ المَفَاخِرْ - خليل مطران
نَسَبٌ عَلَى قدَرِ المَفَاخِرْ
                                                                            فِيهِ تَكَافَأَتِ الْعَنَاصِرْ
                                                                    واَلخَيْرُ أَنْ تَتَوَاشَجَ
                                                                            الأَعْرَاقُ فِي خَيْرِ الْعَشَائِرْ
                                                                    زُرْنَا رِحَابَ مُحَمَّدٍ
                                                                            بَيْنَ الْمَبَاهِجِ وَالبَشَائِرْ
                                                                    نَلْقَى الصَّدِيقَ ابْنَ الأَصَادِقِ
                                                                            وَالكَبِيرَ ابْنَ الأَكَابِرْ
                                                                    فَاسْتَقْبَلَتْنَا زِينَةٌ
                                                                            قَرَّتْ بِرَوْعَتِهَا النَّوَاظِرْ
                                                                    تَبْدُو الحَفَاوَةُ فِي حَلاَهَا
                                                                            وَهْيَ مُونِقَةُ المَظَاهِرْ
                                                                    صُوَرٌ تَجَلَّى فِي بَدِيعِ
                                                                            نِظَامِهَا لُطْفُ السَّرَائِرْ
                                                                    فِي جَنَّةٍ عَجَبٍ تَنَاغَى
                                                                            الزَّهْرُ فِيهَا وَالأَزَاهِرْ
                                                                    مَلأَتْ جَوَانِبَهَا الوُفُودُ
                                                                            مِنْ الْكِرَامِ ذَوي الأَوَاصِرْ
                                                                    وَمِنَ السَّرَاةٍ أُولى المَكَانِةِ
                                                                            فِي البَوَادِي وَالحَوَاضِرْ
                                                                    يَا حَبَّذَا إِجْمَاعُهُمْ وَهَوَى
                                                                            الكَنَانَة فِيهِ سَافِرْ
                                                                    لَأديِبَها وَخَطِيبِهَا فَخْرِ
                                                                            المَحَابِرِ وَالمَنَابِرْ
                                                                    وَنَصِيرِهَا المِقْدَامِ فِي الجُلَّى
                                                                            وَقَدْ عَزَّ المُنَاصِرْ
                                                                    العَفُّ إِنْ كَانَ السَّبِيلُ إِلى
                                                                            المُنَى سُوْقَ الضَّمَائِرْ
                                                                    يَا مَنْ غَمَا الجَوْزَاءَ
                                                                            أَحْسَنْتَ اخْتِيَارَكَ مَنْ تُصَاهِرْ
                                                                    فَبَدَا لَنَا كَيْفَ القِرَانُ
                                                                            يُؤَلِفُّ الزَّهْرَ الزَّوَاهِرْ
                                                                    وَيُسَلْسِلُ الأَعْقَابَ فِي
                                                                            نَسْل كَمَاءِ المُزْنِ طَاهِرْ
                                                                    عَهْدِي بِجَدِّكَ كَمْ
                                                                            تُعَاوِدُنِي بِذِكْراهُ الخَوَاطِرْ
                                                                    وَبِمُنْجِبٍ لِكَ كَانَ
                                                                            مَحْمُودُ المَوَارِدِ وَالمَصَادِرْ
                                                                    فَإِذَا لَقَيْتكَ لَمْ يَكونَا
                                                                            غَائِبَيْنِ وَأَنْتَ حَاضِرْ
                                                                    بُورِكْتَ مِنْ خَلَفٍ عَلَى
                                                                            أَثَريْهِمَا يَبْنِي المَآثِرْ
                                                                    وَهَنِئْتَ وَلْيَهْنَأ بَنُوكَ
                                                                            وَمجْدُ هَذَا الْبَيْتِ زَاخِرْ
                                                                    وَلْتَتَّصِلْ أَفْرَاحُكُمْ
                                                                            تَتْلُو أَوَائِلُهَا الأَوَاخِرْ
                                                                    تَمَتَّعْ بِالْهَوى الْعُذْرِي
                                                                            وَلُطْفِ الرِّفْقَةِ الغُرِّ
                                                                    كِرَامُ الْحَيِّ قَدْ وَافُوا
                                                                            فَنَوَّلَنِي الْمُنَى دَهْرِي
                                                                    عَلَى مُشْتَاقِهِمْ جَارُوا
                                                                            بِعوْدٍ مُثْلِجِ الصَّدْرِ
                                                                    أَضَاءَ الزَّهْرُ فِي دَارِي
                                                                            وَتُظْلَمُ فِي نُوَى الزَّهْرِ
                                                                    حُلَى وَمَحَاسِنٌ تُجْلَى
                                                                            بِأَحْسَنِ مَنْظَرٍ مُغْرِ
                                                                    فَيَا زُمَراً مِنَ الأَحْبَا
                                                                            بِ حَارَ بِوَصْفِهَا فِكْرِي
                                                                    إِذا هَجَمَتْ تَرُومُ قِرىً
                                                                            تُطِيرُ لُبَّ مَنْ يَقْرِي
                                                                    لَقَدْ آنَسْتُمُ بَيْتِي
                                                                            فَشَرَّفَ أُنْسُكُمْ قَدْرِي
                                                                    وَطِفْتُمْ فِي خَمَائِلِهِ
                                                                            فَسَادَتْ نَفْحَةُ الْعِطْرِ
                                                                    يَحُقُّ لِفَضْلِكُمْ عِنْدِي
                                                                            خِرَاجُ الْحَمْدِ وَالشُّكْرِ