عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخْرُ الشَّبَابِ - خليل مطران
عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخْرُ الشَّبَابِ
                                                                            وَمَلاَذُ الأخْلاَقِ وَالآدَابِ
                                                                    كُلُّ عِلْمٍ وَكُلُّ فَنٍّ لَهُ مِنْهُ
                                                                            التِفَاتٌ عَالٍ وَفَضْلٌ رَابِ
                                                                    طَلْعَةٌ مِثْلُ طَلْعَةِ الشَّمْسِ تُحْيِي
                                                                            ثَمَرَاتِ القُلُوبِ وَالأَلْبَابِ
                                                                    أَيُّ سَعْدٍ لِشَعْبِهِ أنْ يَرَاهُ
                                                                            طَالِعاً بَيْنَهُ وَمَا مِنْ حِجَابِ
                                                                    أَيُّ رَاجِ وَالجُودُ حَقٌّ عَلَيْهِ
                                                                            لَمْ يُصِبْ مِنْهُ مَا وَرَاءَ النِّصَابِ
                                                                    أَيُّ شَأْنٍ رَعَاهُ لَمْ يَبْلُغِ
                                                                            الشَّأْوَ الْمُعَلَّى وَلَمْ يَكُنْ بِعُجَابِ
                                                                    يَعْمَلُ الفِكْرُ سَالِكاً كُلَّ نَهْجٍ
                                                                            لِلْمَرَاقِي وَفَاتِحاً كُلَّ بَابِ
                                                                    هَذِهِ فِرْقَةٌ تَدَارَكَهَا العَطْفُ
                                                                            فَعَادَتْ مَتِينَةَ الأَسْبَابِ
                                                                    يَبْرُزُ المُولَعُونَ بِالفَنِّ فِيهَا
                                                                            طُرُفاً مِنْ مَوَاهِبِ الوَهَّابِ
                                                                    فِيهِمُ الرَّاسِخُ المُدَرَّبُ يَتْلُو
                                                                            تِلْوَةُ نَابِتٌ نَضِيرُ الإِهَابِ
                                                                    مِنْ هُوَاةِ التَّمثيلِ يَرْجِعُ
                                                                            بالتَّارِيخِ َأدْرَاجَهُ مَدَى الأَحْقَابِ
                                                                    وَمُحِبِّي الأَمْثَالِ يَضْرِبُهَا
                                                                            التَّالُونَ وَالسَّابِقُونَ لِلأَعْقَابِ
                                                                    يَبْتَغُونَ الكَمَالَ فِي ظِلِّ فَارُوقَ
                                                                            وَقَدْرُ النَّجَاحِ قَدْرُ الطِّلاَبِ
                                                                    وَطَرِيقُ الكَمَالِ وَعْرٌ ولك
                                                                            نَّ مَداهُ مُذَلِّلٌ لِلصَّعَابِ
                                                                    أَيُّهَا الزَّائِرُ الْعَظِيمُ أَثَابَ اللهُ
                                                                            مِنكَ الجَميلَ خَيْرَ الثَّوَابِ
                                                                    كُلُّ شُكْرٍ يَصُوغُهُ الرَّوْضُ لاَ
                                                                            يُوفِي وإِن جَلَّ مِنَّةً للسِّحَابِ
                                                                    وَلَعَلَّ السُّكُوتَ أَبلَغُ فِي الحَمْدِ
                                                                            وَأَوْفَى وَفِيهِ فَصْلُ الخِطَابِ
                                                                    عَاشَ فَارُوقُ مِصْرَ فَخرُ الشَّبَابِ
                                                                            ومِلاذُ الأَخلاَقِ والآدَابِ
                                                                    يَا مَلِيكَاً حَمَى بِهِ اللهُ مِصْراً
                                                                            مِنْ نُكُولِ الدُّنْيَا وَسَوْطِ العَذَابِ
                                                                    يَرِدُ العَالَمُ الحَمِيمَ وَأَمَّا
                                                                            وِرْدُهَا فَهْوَ مِنْ نِطَافٍ عِذَابِ
                                                                    لِلْفِنُونِ ازْدِهَارُهَا وَالرَّزَايَا
                                                                            غَافِلاَتٌ وَالأَمْنُ في اسْتِتْبَابِ
                                                                    ذَاكَ مِنْ عَبْقَرِيَّةِ العَاهِلِ الهَادِي
                                                                            وَلِلْرَّأْيِ غَيْرُ فِعْلِ الحِرَابِ