طِرْ أَيُّهَا المَلِكُ الصَّغِيرْ - خليل مطران
طِرْ أَيُّهَا المَلِكُ الصَّغِيرْ
                                                                            وَارْجَعْ إِلى المَلإِ المُنِيرْ
                                                                    مَا كانَ شَأْنُكَ ها هُنَا
                                                                            بَيْنَ المَخَازِي والشُّرُورْ
                                                                    تِلْكَ الشوَائِبُ لَمْ تكُنْ
                                                                            لِتَشُوبَ فِطْرَتَكَ الطَّهُورْ
                                                                    يَا ابْنَ التُّرَابِ خَلُصْتَ مِنْ
                                                                            عَلَقِ التُّرَابِ وَأَنْتَ نُورْ
                                                                    وَنَجَوْتَ مِنْ حَرَبِ الحَياةِ
                                                                            فَحَبَّذَا هَذَا المصِيرْ
                                                                    سَلْ طَائِراً فِي جَنَّةٍ
                                                                            غَنَّاءَ فَائِحةِ العَبِيرْ
                                                                    يَلْهُو وَيَمْرَحُ هَائِئاً
                                                                            بَيْنَ الخمَائِلِ فِي حُبُورْ
                                                                    مُتَخَيراً حُلْوَ الجَنَى
                                                                            أَو ناقِراً صَفْوَ الغَدِيرْ
                                                                    آناً يَقِرُّ مُنَاغِياً
                                                                            فِي الأَيْكِ شَادِيَة الطُّيُورْ
                                                                    وَيَهُبُّ آناً سَائِراً
                                                                            فِي الجَوِّ مُخْتَلَفَ المَسِيرْ
                                                                    فَإِذا وَنَى سَكَنَ الهَوَا
                                                                            ءُ يَهزُّهُ هَزَّ السَّرِيرْ
                                                                    وَإِذا تَدافَعَ ضاءَ تَحْ
                                                                            تَ جَناحِهِ مَوْجُ الأَثِير
                                                                    وَإِذا تَدافَعَ ضاءَ تَحْ
                                                                            تَ جَناحِهِ مَوْجُ الأَثِير
                                                                    سَلْ مَالِكاً مُتَمَكِّناً
                                                                            فِي الأَرْضِ فَتَّاحَ الثُّغُورْ
                                                                    يمْشِي ويَتْبعُهُ الرَّدَى
                                                                            تبَعَ السَّلوٍقيِّ العَقورْ
                                                                    ما قَوْمُهُ القوْمُ الحُمَا
                                                                            ةُ وَجِنْدُهُ الجُنْدُ الكثِيرْ
                                                                    وَسِلاحُهُ وَدُرُوعُهُ
                                                                            وَالبَاذِخَاتُ مِنَ القُصُورْ
                                                                    وَأَجَلُّ نَصْرٍ نَالَهُ
                                                                            فرَآهُ مُعْجِزَةْ الدُّهُورْ
                                                                    إِذْ جَاءَهُ فِي أَوْجِ عُزَّ
                                                                            تِه مِنَ الغَيْبِ النَّذيرْ
                                                                    وَانْدَسَّ فِي أَحْشَائِهِ
                                                                            شَيءٌ أَدَقُّ من الذَّرُورْ
                                                                    أَلْقى بِذَاك المُسْتَجَارِ
                                                                            بِهِ فَأَمْسَى يسْتَجِيرْ
                                                                    شبَحٌ ضَئِيلٌ كَانَ قَبْ
                                                                            لَ الدَّاءِ كَالأَسَد الهَصُورْ
                                                                    شِلْوٌ بِأَسْلِحَةِ الأَسَاةِ
                                                                            مُبَضَّعٌ فَوْقَ السَّرِيرْ
                                                                    مَا حِصْنُهُ مِمَّنْ يَصِيدُ
                                                                            وَأَمْنُهُ مِمَّا يَضِيرْ
                                                                    سَلْ مَالِكاً مُتَمَكِّناً
                                                                            فِي الأَرْضِ فَتَّاحَ الثُّغُورْ
                                                                    يمْشِي ويَتْبعُهُ الرَّدَى
                                                                            تبَعَ السَّلوٍقيِّ العَقورْ
                                                                    ما قَوْمُهُ القوْمُ الحُمَا
                                                                            ةُ وَجِنْدُهُ الجُنْدُ الكثِيرْ
                                                                    وَسِلاحُهُ وَدُرُوعُهُ
                                                                            وَالبَاذِخَاتُ مِنَ القُصُورْ
                                                                    وَأَجَلُّ نَصْرٍ نَالَهُ
                                                                            فرَآهُ مُعْجِزَةْ الدُّهُورْ
                                                                    إِذْ جَاءَهُ فِي أَوْجِ عُزَّ
                                                                            تِه مِنَ الغَيْبِ النَّذيرْ
                                                                    وَانْدَسَّ فِي أَحْشَائِهِ
                                                                            شَيءٌ أَدَقُّ من الذَّرُورْ
                                                                    أَلْقى بِذَاك المُسْتَجَارِ
                                                                            بِهِ فَأَمْسَى يسْتَجِيرْ
                                                                    شبَحٌ ضَئِيلٌ كَانَ قَبْ
                                                                            لَ الدَّاءِ كَالأَسَد الهَصُورْ
                                                                    شِلْوٌ بِأَسْلِحَةِ الأَسَاةِ
                                                                            مُبَضَّعٌ فَوْقَ السَّرِيرْ
                                                                    وَالتَّاجُ لا يَنْفِي الصُّدَا
                                                                            عَ وَيَفْتَدي رَأْسَ الأَمِيرْ
                                                                    وَنفَائِسُ الذَّهَبِ الضَّوا
                                                                            حِكِ فِي مُمَازَجَة الحَرِيرْ
                                                                    وَالشُّوسُ شُوسُ الحَرْبِ سُمْرُ
                                                                            اللَّوْنِ مِنْ خَوْضِ السَّعِيرْ
                                                                    حُمْرُ اللِّحاظِ تَخَالُهَا
                                                                            وَرْيَ المِيضِ المُسْتَطِيرْ
                                                                    متَغَامِزْونَ بِعَجْزِهِمْ
                                                                            مُتَقَاصرِونَ مِنْ القُصُورِ
                                                                    سَلْ والداً خَلَّفْتهُ
                                                                            ثَكْلانَ ذَا قلبٍ كسِيرْ
                                                                    لا المَجْدُ يُسْلِيه ولا
                                                                            النَّعْمَى وَلا الجَّاهُ الكَبِيرْ
                                                                    وَالأَصْدِقَاءُ حِيَالَهُ
                                                                            لا يَمْلِكُونَ سِوَى الزَّفِيرْ
                                                                    مَا فِي الشَّقَاءِ مِنَ العَزَا
                                                                            ءِ وَفِي الْبَقَاءِ مِنَ السُّرُورْ
                                                                    طُوبَاكَ إِنَّكَ لَمْ تَغُ
                                                                            رَّكَ هَذه الدُّنْيَا الغَرُورْ
                                                                    وَرَغِبْتَ عَنْهَا يَا فَطِيمُ
                                                                            كَرَاهَةَ الثَّدْيِ المَرِيرْ
                                                                    خيْرٌ لِمَنْ هُو فِي العَش
                                                                            يَّة ناعِمٌ نَوْمُ البُكُورْ
                                                                    وَلَعَلَّ أَهْنَأَ رَاقِد
                                                                            مَنْ لَمْ يُؤَرِّقْهُ الضمِيرْ