أَسَيْنَا عَلَيْكَ وَحُقَّ الأَسَى - خليل مطران
أَسَيْنَا عَلَيْكَ وَحُقَّ الأَسَى
                                                                            فَمَا لَكَ وَاحَرَبا مَنْ خَلَفْ
                                                                    مَكَانُكَ مَا شِئْتَهُ أَنْ يَكونَ
                                                                            وَقَدْرُكَ يَقْدُرُهُ مَنْ عَرَفْ
                                                                    وَتِلْكَ الشَّمَائِلُ لَمْ يُؤْتَهُنَّ
                                                                            قَبْلَكَ إِلاَّ أَجلُّ سَلَفْ
                                                                    دَهَتْكَ صُرُوفُ الزمَانِ دِرَاكاً
                                                                            فكَانَتْ رُمَاةً وَكُنْتَ الهَدَفْ
                                                                    تشَنّعُ فِي رَمْيِهَا وَالنَّهَى
                                                                            تَصُونُكَ عَنْ شَنْعَةٍ تُقْتَرَفْ
                                                                    مِنَ الناسِ مَنْ لاَ يُطيقُ الخُطُوبِ
                                                                            فَيَسْقُطُ مِنْ تَلَفٍ فِي تلَفْ
                                                                    وَمِنْهُمْ كِرَامٌ إِذَا مُحِّصُوا
                                                                            سَمَا طَبعُهُمْ وَتَنَقَّى وَعَف
                                                                    كَمَا عِشْتَ حَتى انْتَبَذْت الحَيَاةَ
                                                                            كَرِيمَ الإِقَامَةِ وَالمُنْصَرَفْ
                                                                    صَفَا بِضَمِيرِكَ مَا شَابَهُ
                                                                            مِنَ الغمرِّ حَتَّى أَنَارَ وَشَفْ
                                                                    فَعَافَ القِلَى لأَلَدِّ العِدَى
                                                                            وَجَاوَزَ فِي البِرِّ حَدِّ الشَّفَفْ
                                                                    وَخَلى نِثَاك ثناءً عَليْك
                                                                            وَحَلَّى أَحَادِيثهُ بِالطُّرَفْ
                                                                    أَمُلْحِمُ جِزْتَ كِفاحَ الصِّعَابِ
                                                                            بِغْيرِ تبَاهٍ وَغيْر صَلفْ
                                                                    وَقدْ بِتَّ أَجدَرَ أَلاَّ تسَرَّ
                                                                            بِهَذا الوِدَاعِ وَهَذا السَّخفْ
                                                                    سِوَى أَنَّهَا سنّةٌ فِي كِرَامِ
                                                                            الرّجَالِ بِهَا يَتأَسَّى الخلفْ
                                                                    وَقدْ تُسْتعَادُ بِهَا خِلَّةٌ
                                                                            مُجَدَّدَةٌ مِنْ لِقاءٍ سَلفْ
                                                                    مِثالُكِ فِي الحَفْلِ مِلءَ العُيونِ
                                                                            كأَنَّ الزَّمَانَ بِنا قدْ وَقفْ
                                                                    تكلَّمْ تكلَّمْ أَلسْتَ قَرِيباً
                                                                            لأَنْتَ بَعِيدٌ وَيَا للأَسَفْ