الرزء الأليم - إيليا أبو ماضي
( رثى بها فقيد اللغة و الأدب المرحوم الشيخ ابراهيم اليازجي )
                                                                    - - - -
                                                                    عدمت قلبي لم يعدم الجلدا
                                                                            و نال نفسي الردى إن لم تذب كمدا
                                                                    آها و لو نفعت آه أخا شجن
                                                                            لم يبتع غيرها عند الأسى عضدا
                                                                    آها و لو لم يكن خطب ألمّ بنا
                                                                            ما سطّرتها يدي في كاغد أبدا
                                                                    ألمرء مجتهد و الموت مجتهد
                                                                            أن ليس يترك فوق الأرض مجتهدا
                                                                    ساوى الرضيع به شاب مفرقه
                                                                            و العبد سيّده و الثعلب الأسدا
                                                                    قد غادر الفضل بالأحزان منفردا
                                                                            من كان بالفضل دون الناس منفردا
                                                                    مات ( البيان ) بموت ( اليازجّي ) فمن
                                                                            لم يبك هذا بكى هذا الذي فقدا
                                                                    و الله ما ولدت حواء أطهر من
                                                                            هذا الفقيد فؤادا لا ولن تلدا
                                                                    أين ( الضياء ) الذي زان البلاد كما
                                                                            يزين البدر في جنح الدّجى الجلدا ؟
                                                                    أين اليراع الذي قد كان يطربنا
                                                                            صريره في أديم الطرس منتقدا ؟
                                                                    و أين أين سجاياه التي حسدت
                                                                            يبكي الشقيق أخا والوالد الولدا
                                                                    أقسمت ما اهتز فوق الطرس لي قلم
                                                                            إلاّ جعلت له دمعي البتيت مددا
                                                                    و لا تخذت أخا في الدهر يؤنسني
                                                                            بعد الجليل سوى الحزن الذي وجدا