درب الحلــوة - سميح القاسم
عيناك!!.. و ارتعش الضياء بسحر أجمل مقلتينْ
                                                                    و تلفّتَ الدربُ السعيد، مُخدّراً من سكرتين
                                                                    و تبرّجَ الأُفُقُ الوضيء لعيد مولد نجمتين
                                                                    و الطير أسكتها الذهول، و قد صدحتِ بخطوتين
                                                                    و الوردُ مال على الطريق يودّ تقبيل اليدين
                                                                    و فراشةٌ تاهت إلى خديكِ.. أحلى وردتين
                                                                    ثم انثنيت للنور في عينين.. لا.. في كوكبينْ
                                                                    و نُحَيْلةٌ همْتْ لتمتص الشذى من زهرتين
                                                                    رحماك!.. ردّيها.. و لا تقضي بموتي مرتين
                                                                    فأنا.. أنا دوّامةٌ جُنّت ببحرٍ من لُجين
                                                                    أصبحتُ، مذ نادى بعينيك السبيل.. كما ترين
                                                                    سُكْرٌ غريب الخمر.. منكِ.. اجتاحني قلباً و عين
                                                                    ماذا؟.. أحُلماً ما أرى.. أم واقعاً.. أم بين بين
                                                                    يا طلّة الأسحار قلبي ذاب في غمّازتين
                                                                    و ثوى هنالك ناسكاً، ما حمّلَ المعبودَ دَين
                                                                    يا حلوة العينين، إنكار الهوى زورٌ، و مَيْن
                                                                    فتشجّعي .. و بقبلةٍ صغرى أبيعك قبلتين
                                                                    و تشجّعي .. و الحبّ يخلقُ هيكلاً من هيكلين
                                                                    إن تعطِني عيناكِ ميعاداً ألمّ الفرقدين
                                                                    أيكون من حظي لقاءٌ يا ترى ؟ و متى ؟ و أين ؟ ..