خمس ُ لوحات ٍ لجنون ِ لحظة - ريتا عودة
(1)
                                                                    أفـْـتــَقـِدُكَ
                                                                    وأشعرُ أنــّي بدأتُ أفقِدُ
                                                                    بَعـْضَ نَـبـْضَ إحساسي بكَ
                                                                    وأنـــَّكَ
                                                                    تتسربُ منَ الذ ّاكرة
                                                                    كما الرّمل
                                                                    فأتورط بالتفكير بكَ
                                                                    للتكفير عن
                                                                    غيابِ وشم ِ ملامـِحِكَ
                                                                    عن جسدِ الحُلم
                                                                    (2)
                                                                    أفـْـتــَقـِدُكَ
                                                                    وأكبــِتُ وَخــْزَ حنينـِي
                                                                    وأكتبُ جنونَ اللحظة
                                                                    رموزا هيلوغرافيــّة
                                                                    على جناحيّ سنونوة ٍعاشقة
                                                                    تحملها إليكَ
                                                                    وترحل
                                                                    تبحثُ لكَ عن عُنوان
                                                                    خلفَ الطرقات ِ المستحيلة
                                                                    والنوافذ المُوْصَدة
                                                                    وأنتظرْ ..
                                                                    أخشى أنْ ..
                                                                    تكونَ قـَدْ ..
                                                                    أسقــَطــْتَ جنينَ حُبــّي
                                                                    من رَحـِم ِ العاطفة
                                                                    (3)
                                                                    أفـْـتــَقـِدُكَ
                                                                    ويهزمــُنـــِي ضعفي
                                                                    وحاجتي إليكَ
                                                                    لتكونَ لي وطنـــًا
                                                                    يُهدينـــــي مساحاتــِهِ
                                                                    من جنوبــِها لشمالـِها
                                                                    ويدًا
                                                                    تأتينــــي كلَّ غروب ٍ
                                                                    بعِقــْدِ فــُلّ
                                                                    (4)
                                                                    أفـْـتــَقـِدُكَ
                                                                    وأجتهدُ أنْ
                                                                    أمحو بصماتِكَ
                                                                    عن خلايا شغفي بــِكَ
                                                                    فتنبعثُ ذبذباتُ صوتــِكَ
                                                                    من حضن ِ الماضي :
                                                                    " أ ح ِ بُّ كِ "
                                                                    لـِتــُبـَعـْـثـــِرَنــــِي
                                                                    " أحـِبـــُّــكِ "
                                                                    وتــُلــَمـْـلــِمـَنـــِي !
                                                                    (5)
                                                                    أفـْـتــَقـِدُكَ
                                                                    وأتأرجحُ هذي اللحظة
                                                                    ما بينَ لونــَيّ الفرح ِ والحُزن
                                                                    أستجديكَ وأدْعـُوكَ :
                                                                    تعالَ
                                                                    لتأتي معكَ ألوانُ الطـّيف
                                                                    ِ تعالَ
                                                                    لم نَعُدْ أنا وأنتَ
                                                                    خطــَّين ِ متوازيين
                                                                    نحنُ قلبان تائهان
                                                                    حولَ محور دائرة
                                                                    تعالَ
                                                                    لستَ حُـلمــًا
                                                                    أنتَ أكبرُ من كُلّ أحلامي
                                                                    لستَ لــُغتي
                                                                    أنتَ أكبرُ من كلِّ اللغاتِ
                                                                    تعالَ
                                                                    قد تكونُ المسافة ُ شاسعة
                                                                    ما بينَ حلمنــا والواقع
                                                                    مع ذلك
                                                                    ها أنا أمارسُ أولى الخطواتِ
                                                                    فتعالَ .. تعالَ .. تعالْ