وَ لكِنْ شُبِّه لَهُم!! - حلمي الزواتي
كَئيبَةٌ بَغدادْ
                                                                    حَزينَةٌ يَلُفُها السَّوادْ
                                                                    نَهارُها كَليلِها
                                                                    وَ صُبْحُها رَمادْ
                                                                    يَموتُ واقِفاً نَخيلـُها
                                                                    وَ تُذبَحُ الجِيادْ
                                                                    ***
                                                                    سَبِيَّةٌ بَغدادْ
                                                                    يَجُوسُها الأَوْغادْ
                                                                    مُصَفَّدٌ كِرامُها
                                                                    تُذِلُّهُم كِلابْ
                                                                    تَجُرُّها مِنْ شَعْرِها الذِّئابْ
                                                                    يَسُوقُها الأَعْرابُ كُلَّ لَيلَةٍ
                                                                    لِمَخدَع ِ العُلوجْ
                                                                    وَ تُغْلَقُ الأَبْوابْ
                                                                    ***
                                                                    كَثيرَةٌ أَمْثالُها بَغدادْ
                                                                    مِنَ المُحيطِ للخَليجْ
                                                                    مَدائنٌ أَحْوالُها عُجابْ
                                                                    مَسْكونَةٌ بِالبُوم ِ وَ الغُرابْ
                                                                    سَبِيَّةٌ
                                                                    حُكامُها أَسْلابْ
                                                                    مَدائِنٌ لكِنَّها يَبابْ
                                                                    ***
                                                                    كَسيرَةٌ بَغدادْ
                                                                    جَريحَةٌ
                                                                    مَكلومَةُ الفُؤادْ
                                                                    مَهيضَةُ الجَناحْ
                                                                    مَغروسَةٌ في صَدرِها الرِّماحْ
                                                                    لكِنَّها تُقاتِلُ الغُزاةْ
                                                                    وَ تَرقُبُ الصَّباحْ