ثَرْثَره - جريس دبيات
لا تتركي الصغير يا عزيزتي
                                                                    يتابع البكاءْ
                                                                    لا تتركي النداء فوقَ
                                                                    ثغره ِ الودود ِ
                                                                    مُضغةَ الهواءْ
                                                                    لا تتركيه ِ ،
                                                                    فالحديث ذو شجونْ
                                                                    وكل ما لديك من شؤونْ
                                                                    لا يعدل التفاتةً من طرفه الحنونْ
                                                                    * * *
                                                                    لا تتركيه ِ ،
                                                                    فالدموعُ فوق وجنتيه ِ
                                                                    لسعة الجِمارْ
                                                                    وكل ما تُثرثرين يا عزيزتي
                                                                    أصابعُ اتهامْ
                                                                    عجبت كيف تضحكينَ
                                                                    لا احتراقَ ، لا ملامْ . . .
                                                                    كم يُحدِث الفضولُ
                                                                    في جوانحي
                                                                    ما لا تكاد نارْ . . . !
                                                                    * * *
                                                                    صغيرةٌ عزيزتي ،
                                                                    وعذرُك ِ الصّغَرْ
                                                                    لا تفرقين بينَ
                                                                    دمعة الصغير والمطرْ
                                                                    وبين ليلة الشقّي والسحَرْ
                                                                    فقلبك الصغيرُ
                                                                    يا صغيرتي
                                                                    ما زال في أمانْ
                                                                    لا يعرف الزمانْ
                                                                    وليس يدري . . .
                                                                    ما مكائد القَدرْ ؟ !
                                                                    * * *
                                                                    أتعرفين أنَّ مَنْ تركتِهِ
                                                                    يمارس البكاءَ
                                                                    لعبتي المدللهْ
                                                                    ومُتعتي المفضّلة
                                                                    وقصتي المطوّلهْ
                                                                    وان صوته الشجيّ
                                                                    في مسامعي
                                                                    حكاية الحنينْ
                                                                    ولوعة الأنينْ
                                                                    وغُربة السنينْ
                                                                    فعللِّيه يا عزيزتي ،
                                                                    عساهُ يستكينْ
                                                                    * * *
                                                                    أتعرفين أنَّ مَنْ حُرِمنَ
                                                                    نعمةَّ الصغارْ
                                                                    يبكينَ مثل طفلك الصغير ِ
                                                                    كلَّ يومْ . .
                                                                    لتسمع السماءْ
                                                                    حرارة النداءْ
                                                                    فتجزِلَ العطاءْ
                                                                    وتمسح الدموعَ
                                                                    والجراحَ والشقاءْ
                                                                    * * *
                                                                    خُذيه يا صغيرتي ،
                                                                    صغيرَك الجميلْ
                                                                    وداعبيه مثلما تداعبُ
                                                                    الورودَ
                                                                    نسمة الأصيلْ
                                                                    فانه عطيّة السماءْ
                                                                    وغايةُالعطاءْ
                                                                    وسامحيني ان قطعتُ
                                                                    - يا عزيزتي –
                                                                    حديثَك ِ الطّويلْ
                                                                    * * * *