أأضحكُ عِنْدَما يَبْكي الجليلُ - جريس دبيات
لِعينكَ أن تؤَّرقَها الطلولُ
                                                                            فلا خِلٌّ يراك ولا عذولُ
                                                                    ولكنْ دَعْكَ من جفرا ودعها
                                                                            يغازلها سواك ويستميلُ
                                                                    تموت بحبها ، والعشق جُرم
                                                                            عواقبه التفرّق والرحيل
                                                                    وغيرك من ينام على جناها
                                                                            ويغتصب الجمال ويَستطيل
                                                                    وليتك ما سمعت سوى نداها
                                                                            وضاع الدَّربُ أو شُكِلَ الدليل !
                                                                    غُرِرت بوعده ، أيبرُّ وغْدٌّ
                                                                            وذمتّهُ الوَفاء المستحيل ؟
                                                                    قضيت صباك تستعطي رضاها
                                                                            وليست من يُجيبك أو يُنيل
                                                                    ولو عاد الكلام لسانُ جفرا
                                                                            لكانت " يا لأصحابي ! " تقول
                                                                    فَوَجَّهْ نحوها واقصد حماها
                                                                            الى أن يَزْهقَ الليل الطويل
                                                                    فلا عيش يلذّ اذا تراها
                                                                            يراودها الدعيُّّ ولا يحول
                                                                    * * *
                                                                    بكيتُ ، ولست من يبكي ، ولكن
                                                                            أأضحك عندما يبكي الجليل ؟
                                                                    يعدّ قُراه من جفرا لِجفرا
                                                                            فيحرق قَلْبَهُ العددُ القليل
                                                                    ينادي ، فالديار تجيب حينًا ،
                                                                            وأحيانا تناديه الطلول
                                                                    ونحن نراه مصلوباً سليباً
                                                                            وتسكتنا الدراهم والذيول
                                                                    وهل تبقى الربوع لمن عليها
                                                                            متى ما خانها مولىً عميل ؟
                                                                    علينا ان نُعِدَّ ليوم جفرا
                                                                            اذا لم تتبع الوعدَ الحلول
                                                                    فلا نفس تقصِّر أن دعتنا
                                                                            لنصرتها ، ولا جهد يَعيل
                                                                    ولا صمت على ما ضاع منّا
                                                                            ولا بيع يجوز ولا بديل
                                                                    هي الأرض التي نادت فلبّوا
                                                                            فليس يُعيدها ابداً عويل
                                                                    دعانا البيت ، فلنذهب اليه :
                                                                            نُزيل الضيم عنه او نزول
                                                                    * * * *