بين الصورة ِ والصوت - أيمن اللبدي
-*-
                                                                    صورتي :
                                                                    هاأنذا آخذٌ وقتيَ قسراً بينَ دمّي ودمي
                                                                    لم يعدْ سراً كبيراً ما تردَّدَ في افتتاح ِ الاستراحة ْ
                                                                    كلُّ أبوابِ الشرايينِ رهينة ْ
                                                                    والخلايا مستباحة ْ
                                                                    سافرَ الوقتُ الذي لم يُغتصب ْ
                                                                    لا لزوم َاليومَ للنوْحِ فرادى
                                                                    وانتظارِ المعجزة ْ
                                                                    فالهواءُ خالعٌ نعليهِ في وجهِ المِساحة ْ
                                                                    عاصرَ القلبِ ترفَّق بالأنين ْ
                                                                    خذْ كتابكَ في عذابيَ وانصرف ْ
                                                                    ليسَ في ماسورةِ الدمعِ كفاية ْ
                                                                    والمشاهدُ لا تساندُها الإزاحة ْ
                                                                    عائدٌ من زرقةِ الصحراءِ أهذي
                                                                    فاحملوا هذا الوجع ْ
                                                                    لو درينْا أنَّ أبوابَ الرياحِ قد أغاظت زندَها
                                                                    ما خرجنا للسياحة ْ
                                                                    كلّما واعدتُ سرباً من قرنفل ْ
                                                                    جاءني الشوكُ قطيعاً في عناد ْ
                                                                    واستدارَت للنكاية ْ
                                                                    كي تزاولَ مهنةً تدعى الجراحة ْ
                                                                    المسافةُ بينَ ناري والمرايا تختنق ْ
                                                                    والحدودُ إلى الحدودِ مارقة ْ
                                                                    والعبورُ مستحيلْ
                                                                    رغمَ ذلكَ فالمصوِّرُ يشتهينا بوقاحة ْ
                                                                    كلُّ من مرَّ اشتهى موتي وحيداً في الحصار ْ
                                                                    وادَّعى حقَّ الغواية ْ
                                                                    وانتهى جلّاد َ جرحي بامتيازْ
                                                                    لو أشرتُ إليهِ كابرَ وادّعى عقمَ الصرّاحة ْ.....
                                                                    ***
                                                                    صوتُ صمْتي :
                                                                    كلُّ لحنٍ موجعِ الوقعِ تدفّق ْ
                                                                    وارتمى بينَ الترابِ والسماءْ
                                                                    واقفاً مثلَ القضاء ْ
                                                                    وشهيداً في ولاداتِ الوصيّة ْ
                                                                    يا جراحي لا تغنّي للبعيد ْ
                                                                    إنّما الزّمنُ توقفْ
                                                                    دثّري نارَ الكلامِ واقطفي زهرَ النشيد ْ
                                                                    ربّما يرتاحُ صمتي في المحطاتِ الغبية ْ
                                                                    يا وريثَ الآهِ لا تنصبْ خيامَكْ
                                                                    فالخيامُ لم تعد تقوى سماعا
                                                                    نايُ دمعي قد تعتَّقَ خذْ غرامَكْ
                                                                    واعفُ عن صوتٍ تبنتهُ المنية ْ
                                                                    كلّما غنَّيتُ للمصلوبِ قبلة ْ
                                                                    راقصَ النابُ الدماءْ
                                                                    واستشاطت أذرعُ المسمارِ عضاً
                                                                    واختفى حدُّ النهاية ْ
                                                                    بينَ صوتي والصدى أرضُ القطيعة ْ
                                                                    كلّما أرسلتهُ غابَ شهيداً
                                                                    واختفى بينَ الزّحام ْ
                                                                    رغمَ أني قد وهبتُ لهُ هوية ْ
                                                                    حينما الآذانُ وكرٌ للخطيئة ْ
                                                                    لا تراهن واستعدْ رسُلَ البلاغ ْ
                                                                    ليسَ فيما قد توارى من بقايا
                                                                    والوجوهُ قد تلاشت في عباراتٍ بغيّة ْ
                                                                    واعديني في افتتاحٍ من جديد ْ
                                                                    لن نبايعَ جثَّةَ الرقصِ القتيلةِ في الوراءْ
                                                                    سوفَ نبدأُ بالوريدْ
                                                                    إن برعنا في النجاةِ من شبابيكِ العبيد ْ
                                                                    سوفَ نصحو في الفضاءِ أغنيةْ
                                                                    تحسنُ الآنَ اشتياقاً للقضية ْ....