حبيب الشعب - أحمد مطر
صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتِّجاهْ
                                                                    أينما سِرنا نراهْ !
                                                                    في المقاهي
                                                                    في الملاهي
                                                                    في الوزاراتِ
                                                                    وفي الحارات
                                                                    والباراتِ
                                                                    والأسواقِ
                                                                    والتلفازِ
                                                                    والمسرحِ
                                                                    والمبغى
                                                                    وفي ظاهرِ جدرانِ المصحّاتِ
                                                                    وفي داخلِ دوراتِ المياهْ
                                                                    أينما سرنا نراه !
                                                                    * * *
                                                                    صورةُ الحاكمِ في كلِّ اتّجاهْ
                                                                    باسِمٌ
                                                                    في بلدٍ يبكي من القهرِ بُكاهْ !
                                                                    مُشرقٌ
                                                                    في بلدٍ تلهو الليالي في ضُحاهْ !
                                                                    ناعِمٌ
                                                                    في بلدٍ حتى بلاياهُ
                                                                    بأنواعِ البلايا مبتلاةْ !
                                                                    صادحٌ
                                                                    في بلدٍ مُعتقلِ الصوتِ
                                                                    ومنزوعِ الشِّفَاهْ !
                                                                    سالمٌ
                                                                    في بلدٍ يُعدمُ فيهِ النّاسُ
                                                                    بالآلافِ ، يومياً
                                                                    بدعوى الاشتباهْ !
                                                                    * * * *
                                                                    صورةُ الحاكم في كُلِّ اتّجاهْ
                                                                    نِعمةٌ منهُ علينا
                                                                    إذْ نرى ، حين نراهْ
                                                                    أنَّه لمَّا يَزَلْ حَيَّاً
                                                                    ..... وما زِلنا على قيدِ الحياةْ !!!