فَسَاتيني ! - نزار قباني
اليوميات
                                                                    - - -
                                                                    (27)
                                                                    فَسَاتيني !
                                                                    لماذا صرتُ أكرهُها ؟
                                                                    لماذا لا أمزّقها ؟
                                                                    أقلِّبُ طرفي
                                                                    كأني لستُ أعرفها
                                                                    كأني .. لم أكنْ فيها
                                                                    أحركها وأملؤها ...
                                                                    لمن تتهدَّلُ الأثوابُ .. أحمرها وأزرقها
                                                                    وواسعها .. وضيقها
                                                                    وعاريها.. ومُغلقها
                                                                    لمن قَصبي !..
                                                                    لمنْ ذهبي ؟
                                                                    لمنْ عطرٌ فرنسيٌّ
                                                                    يقيمُ الأرضَ من حولي ويُقعِدها
                                                                    فساتيني ..
                                                                    فراشاتٌ محنَّطةٌ
                                                                    على الجدران أصلبها
                                                                    وفي قبر من الحرمانِ أدفنها..
                                                                    مساحيقي ، وأقلامي
                                                                    أخاف أخاف أقربها
                                                                    وأمشاطي .. ومرآتي
                                                                    أخاف أخاف ألمسها ..
                                                                    فما جدوى فراديسي ؟.
                                                                    ولا إنسانَ يدخلها ...