لَوْ - نزار قباني
تصوَّري.. لو أنتِ لم تُوجَدي
                                                                    في ذلك الحَفْلِ البهيجِ الوَضِي
                                                                    لو حينَ راوَدْتُكِ عن رَقْصةٍ
                                                                    مهمُوسةٍ ، رأيتِ أن ترفُضي
                                                                    ولم تَقُلْ أُمُّكِ مَزْهُوّةٌ :
                                                                    إن الفتى يدعو .. ألا فانْهَضِي..
                                                                    لو أن مَنْديلَكِ لم يَنْزَلِقْ
                                                                    في زحمةٍ من ذلكَ المعْرضِ
                                                                    فقلتُ : يا سيِّدتي .. لحظةً!..
                                                                    ذهلتِ عن منديلكِ الأبيضِ
                                                                    هنيهةٌ زَرْقَاءُ لو أفلتَتْ
                                                                    منّي لم أعرِضْ .. ولم تعرضي
                                                                    من ذلك التاريخ جاءَ الهوى
                                                                    وقَبْلُ .. لم أعشَقْ ولم أُبغِضِ
                                                                    ليلتَها ، عُدْتُ إلى حجرتي
                                                                    وبي عبيرٌ منكِ لا ينقضي ..
                                                                    حاولتُ أن أنسى فلم يغتمضْ
                                                                    جفني ، وجفنُ الحُبّ لم يُغمضِ
                                                                    لو لم يكُنْ ما كان .. لم ترتعشْ
                                                                    لي ريشةٌ ، والشِّعْرَ لم أقرضِ
                                                                    وظلَّ قلبي موحشاً ، يابساً
                                                                    لم يعرف الدفءَ .. ولم ينبُضِ