ما قبل البداية - أحمد مطر
ما قبل البدايـة :
                                                                    كُنتُ في ( الرّحـْمِ ( حزينـاً
                                                                    دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !
                                                                    لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي
                                                                    لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي
                                                                    لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !
                                                                    آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري
                                                                    كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )
                                                                    كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي
                                                                    خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي
                                                                    خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ
                                                                    خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري
                                                                    ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –
                                                                    عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !
                                                                    الختـان :
                                                                    ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً
                                                                    يَومَ الخِتانْ .
                                                                    ثُمّ كانْ
                                                                    بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !
                                                                    شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي،
                                                                    وفي بِضْـعِ ثَوانْ
                                                                    ذَبَحـوا سِـرّي
                                                                    وسـالَ الدّمُ في حِجْـري
                                                                    فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ
                                                                    أَلفَ مَبروكٍ
                                                                    .. وعُقبى لِلّسـانْ !