مواطن نموذجي ..! - أحمد مطر
يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
                                                                    هـذا الصفَـدْ .
                                                                    ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
                                                                    ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
                                                                    ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
                                                                    كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
                                                                    فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
                                                                    فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
                                                                    بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !
                                                                    مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
                                                                    مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى
                                                                    في بلَـدٍ أغفـو
                                                                    وأصحـو في بلَـدْ !
                                                                    لا عِلـمَ لـي
                                                                    وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
                                                                    فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
                                                                    ضيّعـتُ الرّشـَدْ
                                                                    وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -
                                                                    بِلا عُقـدْ :
                                                                    إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ
                                                                    وَفَمـي صَمـتٌ
                                                                    وعينـا يَ رَمَـدْ
                                                                    **
                                                                    من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
                                                                    وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
                                                                    ماتَ ( لا أحَـدْ ) !