الجندي - بيان الصفدي
_1_
                                                                    (( هذا الصباح لمن ؟ ))
                                                                    يقولُ
                                                                    لمن تطلُّ الشمسُ ؟
                                                                    و الفجر الذي تتنبَّه الأشياء فيهِ
                                                                    لمن ؟
                                                                    صاح: انتبـه ْ
                                                                    فاصطفَّ رفٌّ من عصافير ٍ. .
                                                                    و عشاق ٍ. . و أرتال من الشجر الخضيل ِ. .
                                                                    من الأيائل . . و الينابيع العميقة ِ
                                                                    كل ما في الكون من رَهَف ٍ
                                                                    و من هَيَف ٍ
                                                                    تنادى
                                                                    يا إلهي !
                                                                    كم من القبلات أهديها !
                                                                    و كم أغنيَّة ستطوف حول الكائنات ِ
                                                                    لتلمس الأعماق فيها !
                                                                    _2_
                                                                    طوبى لجنديِّ
                                                                    يعبِّئ بندقيته وروداً
                                                                    ثم يطلقها على الأطفال ِ
                                                                    و الأطفال مبتهجون باليوم الجديد ِ
                                                                    و كالحمائم يركبون الصبح َ
                                                                    بالضحكات . . . و القفزات ِ
                                                                    يا لـَلعسكري لكم يؤمِّل ُ
                                                                    من تحايا !
                                                                    أيها البارود قفْ
                                                                    يا أيها الذئب المصفـَّح فلتذبْ
                                                                    يا أغنيات . . . و يا ورود ُ
                                                                    و يا طيور. . و يا قصائد ُ
                                                                    تابعي
                                                                    بعد . . البداية لم تضع في الدرب ِ
                                                                    هل ضاقت فجاج الأرض ِ
                                                                    حتى قال واحدنا
                                                                    سنسكن غير هذي الدار ِ؟
                                                                    يا للعسكري مزنـَّراً بالأمنيات ِ
                                                                    و شاهراً أنشودة للحبِّ
                                                                    يرشقنا بضحكته العريضة ِ
                                                                    و هي تقتحم الصباح َ
                                                                    و يحضن الشمس اللعوبَ
                                                                    و يكنس الأوراق و الأختامَ
                                                                    و المستودعات ِ
                                                                    و يدلق الحبر انتقاماً للحروف ِ
                                                                    و سوف يبصر طفلةً ً
                                                                    ضاءت غدائرها
                                                                    على الأوراق تطفو
                                                                    في ضفائرها عبيرُ قَرَنفل ٍ
                                                                    تمشي إليه ِ
                                                                    تمدُّ كفـَّـيها
                                                                    و تضحك و هي تصرخُ:
                                                                    (( قبَّعات يا رفيقي
                                                                    في طريقي ))
                                                                    . . .
                                                                    من كان يعرفهُ
                                                                    و يصدقه الكلامَ ؟
                                                                    فهاهو الجنديُّ
                                                                    يسرع كالنبوءة ِ
                                                                    واهباً للناس آخر فرصة سنحتْ
                                                                    و يحشو بندقيته بأحلام ٍ
                                                                    ليطلقها غداً . .
                                                                    و ينام ْ!