الوعل - بيان الصفدي
كم مضى
                                                                    كم مضى من ليال ٍ نعدُّ خرائبها
                                                                    و تعدِّد فينا المنافي
                                                                    و تقذفنا عبر كل الحدودْ
                                                                    كم مضى من شميم النهارات ِ
                                                                    كنا نراها مواعيدَ تبتلُّ بالورد و الأغنيات ِ
                                                                    و أشياءَ كنا نباركها بالسجودْ
                                                                    إن كأسي دمٌ
                                                                    و الموائد صخر يكسِّر أحلامنا
                                                                    و الزمان الذي بيننا
                                                                    لم يعد غابة تتلهَّب فينا مجامر أرواحنا
                                                                    نحو ذاك الفضاء الودودْ
                                                                    الحروف سكاكين في القلب ِ
                                                                    ذكرى الذي مرَّ سيفٌ
                                                                    يقطـِّع أنفاس هذا النشيد ِ
                                                                    البعيد ..البعيدْْ
                                                                    و جُلُّ المواعيد و الصحب قش ٌّ
                                                                    تبعثره الريح أجنحة ً من دم ٍ
                                                                    كلمات ٍ نطاردها في بريدْ
                                                                    لم يعد ذلك الوعل مندهشاً
                                                                    باندلاق اللذائذ في السهل و الوعر ِ
                                                                    ما عاد يطلق ساقيه للريح ِ
                                                                    ما عاد يذهب للنبع مع رفقة ٍ
                                                                    هاهو الوعلُ
                                                                    كسَّر قرنيه في الدغـْل ِ
                                                                    يطلق آخر أنفاسه ِ
                                                                    موحشاً
                                                                    ووحيدْ