القصيدة - بيان الصفدي
إن هذي القصيدة َ منذورة للصباح المفاجئ ِ
                                                                    و هو يعبـِّئها بالندى
                                                                    إن هذي القصيدة َ جمرتـُنا في الرماد ِ
                                                                    و حكمتـُنا في ليالي الحداد ِ
                                                                    و صرختنا في المدى!
                                                                    إن هذي القصيدة َ
                                                                    تمحو . . و تكتبُ
                                                                    ثم تذيع سَرائرَها
                                                                    و تعانقكم
                                                                    واحداً . . واحدا
                                                                    تغافلـُكم
                                                                    و تغـِير على حبكم . . كرهِكمْ
                                                                    و مواعيدكم . . ورسائلكمْ
                                                                    إن عند القصيدة حكمتـَها
                                                                    أن تقول الذي لا يُقالُ
                                                                    و أن تتدفـَّأ في القلب ِ
                                                                    أن تتنزَّه عند المساء ِ
                                                                    و تبتلَّ في شفة ٍ
                                                                    و تديرَ الكلاما
                                                                    هوى . . و سلاما
                                                                    سلاماً . . سلاما
                                                                    * * *
                                                                    إن هذي القصيدة جنية ٌ
                                                                    أودعتـْنا غرائبها ، و مضتْ
                                                                    يا لـَها !
                                                                    حلـْمها أن تنام على راحة الطفل ِ . .
                                                                    فوق دفاتره ِ . .
                                                                    تتقافزُ عبر الزِّحام ِ . .
                                                                    تحلـِّق طائرة ً من ورقْ
                                                                    و تلامس قلب الشفقْ
                                                                    حلمها أن تشذَّ على يدكم ْ
                                                                    أن تسوِّر أحرفها بالذين َ
                                                                    مشَوا معها،
                                                                    حلمها أن تكاشفـَكم كالصديق المشاكس ِ . .
                                                                    تدخلكم في جنون خطاها . .
                                                                    أن تدور بكم في عراء حقيقتها.
                                                                    و تقولَ رؤاها
                                                                    حلمها أن تشارككم قهوة في الصباح ِ
                                                                    طعامَ الفطور السريع ِ
                                                                    السريرَ . . الوسائدَ . .
                                                                    تسهر في بال عاشقة ٍ
                                                                    و تغافل وردتها في قميص ٍ . .
                                                                    قـُصاصتـَها في كتاب ٍ . .
                                                                    خواطرَها في دفاترَ سرية ٍ . .
                                                                    دمعَها . .
                                                                    و هواها. .
                                                                    وضحكتـَها
                                                                    يا لـَها!
                                                                    حلمها أن تسير على غيمة ٍ
                                                                    و النجوم صواحبُها
                                                                    و الرياح بساط ُ محبتها
                                                                    يا لـَها !
                                                                    كم تحاولُ !
                                                                    تـَدمَى مخالبُها
                                                                    إن هذي القصيدة تلويحة للسجين ِِ
                                                                    و قبضتِه ِ
                                                                    للقتيل. . و صيحتِه ِ
                                                                    للطيور الحبيسة ِ . .
                                                                    للعابرين الحياة َ
                                                                    و للباحثين عن الخبز والقبلات ِ
                                                                    و للخاطئين . . و للخاطئات ِ
                                                                    لكم ْ. .
                                                                    للذين أحبـُّوا . .
                                                                    للواتي سيُحبـِبْنَ . .
                                                                    للعاشقين . . و للعاشقات ِ
                                                                    ...اَلذين يجيئون من حزنها
                                                                    إن هذي القصيدة َ
                                                                    قد سدَّدت سهمَها
                                                                    أتصيبُ ؟
                                                                    أتخطئُ ؟
                                                                    ذاك احتمال القصيدةِ
                                                                    لكنها
                                                                    سدَّدت سهمَها !