طللية - بيان الصفدي
أسلـِّم في شوق ٍ
                                                                    و تبكي منازلُ
                                                                    تغطي جفونَ الغيم فيها سماؤها
                                                                    و تركض في عينيَّ أشتات قصة ٍ
                                                                    لها القلب ينحني
                                                                    لها جمرة .. شبَّابة ٌ
                                                                    لم تزل لها أياد ٍ تحاولُ
                                                                    ترقُّ إذا نامتْ
                                                                    و قلبي خلفها يتمايلُ
                                                                    يسلـِّم .. يستجدي
                                                                    أضيئي جوانحي
                                                                    أيا موقداً مازال مهدَ طفولة ٍ
                                                                    طوته يد الأيام ِ
                                                                    لم تـُبْق ِ جمرة ً
                                                                    وراحت تذرِّيه رماداً
                                                                    وإذ ْ هوى على ساعد التذكار ِ
                                                                    في يُبْس تيهه ِ
                                                                    نمت نخلة الماضي
                                                                    و فاضت جداولُ
                                                                    و ضاقت بخطوي بعد ذاك رحابها
                                                                    قفا نبك ما في الدار إلا غرابها
                                                                    طلول بقلب الليل و القلب بابها
                                                                    بقية ُ أحجار و ذكرى محبة
                                                                    وليس يضيء الآن إلا غيابها
                                                                    أؤمـِّل كالمجنون ظل كرامة ٍ
                                                                    ولا يتبدَّى اليوم إلا سرابها
                                                                    وأُفرِدتُ في الصحراء أخطو على دمي
                                                                    و تنهشني ذؤبانها وكلابها
                                                                    بلادي حقول الجمر .. تيهٌ و عاصفٌ
                                                                    و في الحلم ألقاها يسيل عذابها
                                                                    ألملم أشلائي طريداً ولا أرى
                                                                    سوى الروم أو كالروم تعلو حرابها