رحلة الليل والنهار - بيان الصفدي
لملمت أناشيدي
                                                                    وبقايا الأيام المجنونة ِ
                                                                    دمعَ الفرح ِ
                                                                    الأوراقَ
                                                                    دخلت السرداب المظلم َ
                                                                    سلـَّمت على أصحابي
                                                                    وتبادلنا الأنخابَ
                                                                    وقلنا نبدأ
                                                                    ونمدُّ الليل بساطاً
                                                                    ونسير عليه سكارى
                                                                    ونرى ثملين الشجرَ المهتزَّ على الطرقات ِ
                                                                    نجومَ الليل المخمورة في وحدتها
                                                                    وخطانا.. وكؤوس الأمس ِ
                                                                    أصابع تلمس أو تقبض شيئاً
                                                                    وعيوناً تلمع كالأصداف ِ
                                                                    رسائل نجمعها في حرص ٍ
                                                                    عبر الأدراج المملوءة بفتات الورد ِ
                                                                    نقول: سيأتي يوم آخرُ
                                                                    يدفعنا ثانية للطرقات ِ
                                                                    وللغرفات الضيقة ِ
                                                                    وللكلمات العجلى
                                                                    لعلاقات لا تفهم ُ
                                                                    لوجوه ننساها
                                                                    لمصائدَ ننصبها للفتيات ِ
                                                                    لأشكال تتشكـَّلُ
                                                                    ثم تضيعُ
                                                                    فمَن لي الليلة َ؟
                                                                    من لي؟
                                                                    أخطو وأراكم
                                                                    وأرى أشباحَ موائدنا
                                                                    وأرى أشباح وسائدنا
                                                                    وخطوط دم ٍ تنسابُ
                                                                    وترشح في بطء
                                                                    ودموعاً نثـَّرها الشفق المُتلاشي
                                                                    ونـُثار الكلمات ِ المهموسة عند الفجر ِ
                                                                    وأول خيط في الصبح يمدُّ لنا الكفين ِ
                                                                    ويدعونا
                                                                    وتدقُّ الساعات، فنمضي
                                                                    في هذا السيل البشري سراعاً
                                                                    نترك أستار الصبح الأولى
                                                                    فنجان القهوة ِ
                                                                    أغطية أسرَّتنا المقلوبة َ
                                                                    نمضي مخبولين إلى الغُرفات الضيقة الملأى
                                                                    نغفو فوق الأوراق ِ
                                                                    وفوق الحبر ِ
                                                                    وفوق الكلمات العجلى
                                                                    وأحاديث الساعة ِ
                                                                    والأوهامْ
                                                                    .
                                                                    1983