اللؤلؤة - أدونيس
كيف أمشي نحوَ شعبي ، نحو نفسي
                                                                    كيف أمضي نحو تُهيامي وصوتي، كيفَ أصعدْ؟
                                                                    لستُ إلا نَهَراً
                                                                    حاضِناً لؤلؤةَ الشّعر
                                                                    وإلا
                                                                    حُلُماً -
                                                                    أنّي ضوءٌ
                                                                    سائحٌ في جَسَد الليلِ،
                                                                    وإني
                                                                    جاحمٌ أحتضنُ الأرضَ كأنثى
                                                                    وأنامُ
                                                                    مُوقِظاً حُبّي فيها
                                                                    لُهباً يَفْتح،
                                                                    يَسْتنزِلُ فيها
                                                                    آيةً،
                                                                    أني كِتابٌ
                                                                    وأعضائي كلامُ.
                                                                    ...
                                                                    كيف أمشي نحو نفسي ، نحو شعبي
                                                                    ودمي نارٌ وتاريخي ركامُ؟
                                                                    أَسْنِدوا صدريَ -
                                                                    في صدري حريقٌ
                                                                    ومسافاتٌ
                                                                    وأجسادُ عصورٍ تَتَجرجَرْ
                                                                    والتّواريخُ مرايا
                                                                    والحضارات مرايا
                                                                    تتكسّر.
                                                                    لا ، دَعُوني:
                                                                    إنّني أسمع أصواتاً تغنّي في رمادي
                                                                    إنني ألمحها تمشي كأطفال بلادي.