بيروت - أدونيس
1
                                                                    يَسكنُ في بيروتْ
                                                                    والأرض في عينيه أبجديّهْ
                                                                    وخمسُ جامعاتْ
                                                                    والصّخر تفّاحٌ وأغنيات.
                                                                    لكنّه يموتْ -
                                                                    كأنّه يسكن في جمجمه
                                                                    بغير أيامٍ ولا هويّه.
                                                                    2
                                                                    كانت المائدهْ
                                                                    غُرفاً،
                                                                    يتصايَحُ فيها الضّيوفْ
                                                                    كان لحمُ الخروفْ
                                                                    جَبلاً، والشّرابْ
                                                                    ساحراً حوله يطوفْ
                                                                    وعلى الشّرْفة الذهبيّة في قبّة المائده
                                                                    كانَ وجهٌ يبيدُ مع الأوجه البائدهْ -
                                                                    كانَ وجهُ الكِتابْ.
                                                                    3
                                                                    عائشةٌ مرّت ، فكلُّ ليلِ
                                                                    تَختٌ ، وكلّ ناقةٍ مصباحْ
                                                                    لِلجسد الضّرير أو للزّمنِ الضّريرْ
                                                                    عائِشةٌ تجتاحُ - لونُ الشّهوة اجتياحْ
                                                                    راقصَها الأميرُ وهو لابسٌ قبّعة الشّحاذِ
                                                                    أو راقصها الشّحاذُ وهو لابسٌ قبّعةَ الأميرْ
                                                                    سامرَها غنّى لها حتى ذَوَى الكلامْ
                                                                    لفّ عليها زندَه وغطّى
                                                                    سُرّتها ، ونامْ ...