الآتون .. من الأزمة - عبدالله البردوني
يا حزانى …يا جميع الطيبين
                                                                            هذه الأخبار … من دار اليقين
                                                                    قرّروا الليلة … أن يتّجروا
                                                                            بالعشايا الصفر … بالصبح الحزين
                                                                    فافتحوا أبوابكم ، واختزنوا
                                                                            من شعاع الشمس ، ما يكفي سنين
                                                                    وقّعوا مشروع تقنين الهوى
                                                                            بالبطاقات ، لكلّ العاشقين
                                                                    ما ألفتم مثلهم أن تعشقوا
                                                                            خدر الدفء ، لكم عشق ثمين
                                                                    ***
                                                                    قرّروا بيع الأماني والرؤى
                                                                            في القناني ، رفعوا سعر الحنين
                                                                    فتحوا بنكين للنّوم ، بنوا
                                                                            مصنعا ، يطبخ جوع الكادحين
                                                                    إنّكم أجدر بالسّهد الذي
                                                                            يعد الفجر بوصل الثائرين
                                                                    ***
                                                                    بدوأ تجفيف شطآن الأسى
                                                                            كي يبيعوها ، كأكياس الطحين
                                                                    علّبوا الأمراض … أعلوا سعرها
                                                                            كي يصير الطبّ ، سمسارا أمين
                                                                    حسنا … تجويعكم … تعطيشكم
                                                                            إنما الخوف ، على الوحش السمين
                                                                    ***
                                                                    شيدوا للأمين ، سجنا راقيا
                                                                            تستوي السكّين فيه والطعين
                                                                    إنّ مجابيّة الموت على
                                                                            رأيهم حقّ لكلّ العالمين
                                                                    أزمة النفط ، لها ما بعدها
                                                                            إنّكم في عهد ، (تجار اليمين)
                                                                    فسأاسبقوهم يا حزانى ، وارفعوا
                                                                            علم الإصرار ورديّ الجبين
                                                                    وأحرسوا الأجواء ، منهم قبل أن
                                                                            يعلنوها ، أزمة في الأوكسجين
                                                                    ***
                                                                    إنهم أقسى وأدرى ، إنما
                                                                            جرّبوا . معرفة السّر الكمين
                                                                    عندما تدرون ، من بائعكم
                                                                            يسقط الشّاري ، وسوق البائعين
                                                                    عندما تدرون من جلادكم
                                                                            يحرق الشوك ، ويندى الياسمين
                                                                    عندما تأتون في صحو الضّحى
                                                                            تبلع الأنقاض ، كلّ المخبرين
                                                                    إنّكم آتون ، في أعينكم
                                                                            قدر غاف ، وتاريخ جنين