تحت اللّيل - عبدالله البردوني
منك الجمال و منّي اللّحن و الشادي
                                                                            يا خمرة الحبّ في أكواب إنشادي
                                                                    وحدي أغنّيك تحت اللّيل محتملا
                                                                            جوع الغرام ، و أشواق الهوى زادي
                                                                    هنا أناجيك و الأطياف تدفعني
                                                                            في عالم الحبّ من واد إلى وادي
                                                                    و القلب في زحمة الأشواق مضطرب
                                                                            كزورق بين إرغاء و إزباد
                                                                    ووحشة الظلمة الخرسا تهدّدني
                                                                            كأنّها حول نفسي طيف جلّاد
                                                                    و الصمت يجثو على صدر الوجود و في
                                                                            صمتي ضجيج الغرام الجائع الصادي
                                                                    و اللّيل يسري كأعمى ضلّ وجهته
                                                                            و غاب عن كفّه العكّاز و الهادي
                                                                    كأنّه فوق صمت الكون قافلة
                                                                            ضلّت و ضلّ الطريق السفر و الحادي
                                                                    و لم أزل أشتهي منك بارقة
                                                                            من عاطف الحب ، أو إشراق إسعاد
                                                                    و حبّك الحبّ أخفيه فأنفثه
                                                                            شعرا فينصبّ خافية إلى البادي
                                                                    وحدي أناديك من خلف الشجون فيا
                                                                            نجيّة الحبّ نادي لوعتي نادي
                                                                    فطالما تهت في دنيا هواك و ما
                                                                            هوّمت خلف الخيال الرائح الغادي
                                                                    أهفو إليك و حولي كلّ أمنية
                                                                            تفنى و لليأس حولي ألف ميلاد
                                                                    و اليأس يطغى وجوع الحبّ في كبدي
                                                                            يضجّ ما بين إبراق و إرعاد