من يمنح الريح الهوية - معز عمر بخيت
و كسرت بلحظة صدق
                                                                    طوق إساري
                                                                    ومشيت إليك
                                                                    لعّلي أخرج من أغواري
                                                                    أسرج خيلي
                                                                    أسأل ليلي ِ
                                                                    عن أقداري
                                                                    وما روّعه الأمر لديك
                                                                    ضج رنين الصخرة تحت شجوني
                                                                    شد الموج رباط شعاري
                                                                    تاه بأرض الصخرة ِ ليل سكوني
                                                                    همَس المطر بتحت جفوني
                                                                    سقط الشجر فسقتك منىِّ
                                                                    نحو الغابة بين غصوني
                                                                    صعب شوقي
                                                                    أن يرتاد دروب الصبر ْ
                                                                    و جوف الزمن تحرر حين
                                                                    اخترتي الهرب
                                                                    و فتح القمر ظلال الفجر ْ
                                                                    وهبتُك عشقي
                                                                    لون الأمل وكل النذر ْ
                                                                    أشفقت عليك من الغليان
                                                                    ومد القلق النبض البحر ْ
                                                                    طيَّب طيف النجم جراح الصدر
                                                                    سكن الشرخ عيون الألق ِ
                                                                    وكان الحس القاصد بدئي
                                                                    يحمد هجرك
                                                                    للتوقيت الساكن صيفي
                                                                    تركتك حينا ً
                                                                    ثم سحبت خلايا لهفي
                                                                    فصرت كسيحا ً ضاع بساحي
                                                                    مقبض سيفي ِ
                                                                    فماذا أفعل عند العزم ِ
                                                                    وعند خروجي خلف الموكب
                                                                    أخشى منك و من اخضاعي
                                                                    من إقلاعي
                                                                    يوم شهدت رحيل المركب ِ
                                                                    ***
                                                                    لست أخاف عليك و إنّي ِ
                                                                    تاه الرعب النائم بيني
                                                                    و بين الشوق وبين هروب الطير
                                                                    و عند المد بسطح الوثبة ِ مُنع السير
                                                                    فاستبقيني نحو القاع
                                                                    ومدِّي السحر إلى نافذة ٍ
                                                                    تطلع سرا ً فوق شعاع
                                                                    أهداك الشوق قصيدة حُب ٍ
                                                                    جعلت كل العالم يصبو نحوك
                                                                    فتركتيني عند الشجرة أرقب ظلِّى
                                                                    أحرق كُلِّى
                                                                    وتحترقين بقلبي شبحا ً
                                                                    مات شهيدا ًو هو يصلِّى
                                                                    كان خضوعك للحُراس
                                                                    يشق زحامي
                                                                    فهيا عودي حيث أتيت ِ
                                                                    فقد أقسمت
                                                                    بألا أرجع للأوهام ِ
                                                                    وأنت ِ أمامي
                                                                    آخر ما غنّيت َ لديك سلامي
                                                                    سَرقتِ اللحظة من أيامي
                                                                    سأعود لبيتى عند الفجر
                                                                    وهذا القسم الصادق يدرك
                                                                    معنى أن أقتلع جذور النخل
                                                                    وأرشف سم الوقت
                                                                    و أكشف للنسيان بيوت النمل
                                                                    أروع ما في قلبي لحظة صدق
                                                                    تمسح كل دروب الماضي
                                                                    وتنسى الظلم
                                                                    وهول أزيز الجرح
                                                                    بكل شقوق بكائي
                                                                    وشكل عنادي
                                                                    لن يفزعني نصل الرمح
                                                                    و لا وخذات حديثك عند النوم
                                                                    ولن يعشقني من سيصوم عن الأذكار
                                                                    بشهر الصوم
                                                                    ولن أتداعى بعد اليوم
                                                                    فهذا الخوف نذير الشؤم
                                                                    و إني أخترت فراقك حتما ً
                                                                    حتى يعلم كل القوم
                                                                    أن الأرض هنا كروية ْ
                                                                    فليس لديك الآن هويّه
                                                                    سنقرأ بعضا ً من أحداث ٍ بين الكتب
                                                                    و أختم قولي بالمرثيه
                                                                    كان البحر الفاصل حدّي
                                                                    فهيا أغتسلي
                                                                    هذا آخر مقطع وله ٍ
                                                                    مات وحيدا ً دون قضيه.