روح شاعر - عبدالله البردوني
صافحتك القلوب قبل النواظر
                                                                            و استطارت إلى لقاك الخواطر
                                                                    و تلقّاك عالم اليمن الحرّ
                                                                            كما لاقت النفوس البشائر
                                                                    وارتمى يسكب التراحيب ألوا
                                                                            نا كما تسكب اللّحون القياثر
                                                                    و تملّت نزولك اليمن الخضرا
                                                                            قاضت بالأغنيات الحناجر
                                                                    و تنزّلت في معاني حماها
                                                                            مثلما ينزل الشعاع المحاجر
                                                                    و هفا الموطن الكريم يحيّي
                                                                            مشعل العلم في سناك الباهر
                                                                    و تغلغلت في حناياه كالإيمان
                                                                            كالطهر في عفاف الضمائر
                                                                    كالمنى في القلوب كالدم في الأبدان
                                                                            كالسكر في دماغ المعاقر
                                                                    قد تلقاك موطني ينثر الترا
                                                                            حيب في راحتك نثر الجواهر
                                                                    و انتشى من شعاعك العلم لمّا
                                                                            زرت " دار العلم " يا خير زائر
                                                                    وازدهى الشعر ينثر النغم الحلـ
                                                                            و كما ينثر الربيع الأزاهر
                                                                    قد رأى "موطني " بمرآك " مصرا "
                                                                            منبت الفنّ و الإبا و العباقر
                                                                    مصر أم الحجار و اليمن الـ
                                                                            سامي و أمّ الشآم أم الجزائر
                                                                    وحدة العرب راية في رباها
                                                                            و منى العرب في يديها وزاجر
                                                                    شادها الله العروبة دارا
                                                                            وابتناها بنيّرات الزواهر
                                                                    بلدة تنبت العلوم و أرض
                                                                            تلد المجد و العلا و المفاخر
                                                                    نيلها المستفيض أنشودة الله
                                                                            على مسمع اللّيالي العوابر
                                                                    وحماها كنانه الله تر
                                                                            مي في وجوه العدا السهام الثوائر
                                                                    ***
                                                                    يابن مصر التي تلاقت عليها
                                                                            شيم العرب و النفوس الحرائر
                                                                    علمك العلم ينشر الدين في الدنيا
                                                                            كما تنشر الشعاع المنائر
                                                                    و تجوب الشعوب في خدمة الإسلام
                                                                            و الحق و ارتباط الأواصر
                                                                    إيه عزّام أنت وعي من النيل
                                                                            إلى العرب تستثير المشاعر
                                                                    و سفير تشيّد الوحدة الشما
                                                                            و تستنهض السنا في البصائر
                                                                    و تنادي البلاد للإتّحاد الحر
                                                                            و الاتحاد أقوى مناصر
                                                                    إن في وحدة العروبة مجدا
                                                                            خالدا ثائرا على كل ثائر
                                                                    إنّما العرب أمّة وحّدتها
                                                                            لغة الضاد و الدما و العناصر
                                                                    إنّما العرب أمّة هزّت الدنيا
                                                                            و شقّت سود الخطوب العواكر
                                                                    إنّ للعرب غابرا داس " كسرى "
                                                                            و تمشّى على رءوس القياصر
                                                                    فاستمدّي يا أمّتي من سنا الما
                                                                            ضي معاليك واعمري خير حاضر
                                                                    يأنف المجد أن يلاقي بنيه
                                                                            في يدي غاصب و في كفّ آسر
                                                                    فاطمحي أمّتي إلى كلّ مجد
                                                                            وانهضي نهضة الصباح الباكر
                                                                    يا سفير التضامن الحر غنّت
                                                                            سعيك الحر أمنياتي الشواعر
                                                                    و تلاشت على هوى العرب روحي
                                                                            نغما ملهم الغنا و المزاهر
                                                                    و نشيدا أفرغت فيه أحاسيسي
                                                                            و ذاتي و خافقي و السرائر
                                                                    فتلقّى يا شاعر النيل شعري
                                                                            فهو شعر عنوانه " روح شاعر "